الرئيس هادي في عدن خبر يحمل في طياته الكثير من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات حول مغزى العودة واهدافها وما إذا كانت دائمة ام مؤقتة.يعقد اليمنيين الكثير من الآمال على الرئيس هادي بالرغم من الكثير من الإخفاقات والانتكاسات خلال الفترة الماضية.
الكثير من الملفات بانتظار الرئيس هادي في عدن أبرزها ترتيب الوضع الامني في المناطق المحررة واعادة تشكيل اجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وقبل ذلك موضوع متابعة تحرير بقية المناطق من سيطرة المليشيا واستعادة الدولة ومؤسساتها.
التحدي الاكبر يتعلق بترتيب اوضاع البيت من الداخل وتطبيع العلاقة بين الرئيس هادي ونائبه الذي فضل العودة الى سقطرى بدلا من عدن وحلف الخلاف بينهما فيما يتعلق بالعديد من القضايا الخلافية التي أبرزها عدم الاتفاق على شخص من يتولى حقيبة وزارة الخارجية.
الرئيس في مهمة صعبة بكل المقاييس في ظل الانقسام الحاصل في الداخل اليمني وعدم وجود تنسيق ميداني بين اركان المقاومة، وتضارب الاجندات الدولية في اليمن، واستمرار هيمنة المليشيا على مالية الدولة ومؤسساتها وارتفاع وتيرة التحالف بين مليشيا الحوثي والمخلوع صالح لتقويض اي جهود لاستعادة الدولة.
غياب الرؤى الاستراتيجية وحجم الدمار الذي خلفته الميلشيا على الارض وفي بنية الدولة عوائق يتوجب على الرئيس هادي وحكومة نائبه بحاح تجاوزها، والعمل على اصلاح ما أفسدته الميلشيا.
بقاء الرئيس هادي في عدن ومعه الحكومة مرهون بالملف الامني ومدى قدرة مواجهة التحديات والمخاطر الناجمة عن غياب الدولة لفترة طويلة وتآكل أجهزتها، وانتشار الجماعات المسلحة، غير ان تركيز جهود ودعم دول التحالف على استتباب الامن في عدن من شأنه الحد من اندفاعات الكثير من تلك القوى وتهذيب خطابها وتحركاتها على الأرض بحيث تصبح جزءا من الحل القادم.
تبدو تعز هي رأس الحربة وسببا كافي لعودة هادي لدعم جهود استعادتها وتأمينها يعني تأمين محيط عدن ويقضي على آمال المخلوع في إطالة امد المعركة.
يتوجب على هادي التأسيس لمرحلة جديدة واختيار ادوات جديدة لاستخدامها في الفترة المقبلة والتخلص من الثقالات القديمة التي مازالت تضع قدم هنا واخرى هناك، ونجاح تأمين عدن وتشكيل حكومة متكاملة ونقل ادارة البلاد بشكل جزئي ومرحلى الى عدن من شأنه اعادة الروح للبلاد وكسب ثقة العالم بقدرة هادي وفريقه على الخروج بالبلاد من وسط اكوام الدمار التام والنفق المظلم التي ساق المخلوع البلاد اليها.