هاجمت العديد من الصحف السعودية الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان" بينها صحيفة عكاظ وصحيفة الوئام، حيث تعمدت نشر إساءات واضحة وادعاءات كاذبة وصفها البعض بالسقوط المهني والنكتة الساخرة وذلك بعد أن اتهمت عكاظ كرمان بدعم الإنقلابيين وأنها ايضاً من أدخلت الحوثيين إلى ساحات الثورة بصنعاء في 2011.
بدى ذلك أمراً مثيراً لموقف العديد من اليمنيين والذين لم ينتظروا كثيراً وبادروا بإعلان تضامنهم وتعاطفهم مع كرمان ومطالبة الصحافة السعودية بالاعتذار، كما لم تتأخر كرمان في الرد أيضاً.
كتبت كرمان في إشارة إلى سياسة السعودية والتي تنعكس عادة في وسائل الصحافة: صنعتْ علي صالح في حين ثرت مع رفاقي عليه عام 2011 وحاورتْ وتحاور الحوثيون سراً وعلانية وتتهمني بالتحالف معه، حقاً .. شر البلية ما يضحك.
وفي تغريدة أخرى على لسان أبو القاسم الشابي كتبت كرمان أيضا: يا معشر الأطفال تحت سمائي إن المعاول لا تهد مناكبي، والنار لا تأتي على اعضائي.
سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان علق أيضا: ستظل توكل في ذاكرة اليمنيين تلك الثائرة التي ظلت تجوب صنعاء طولاً وعرضاً في زمن الجمود السياسي تستنهض الجميع للثورة على النظام السياسي الفاسد والواقع المتخلف وسجلت اسمها بجدارة في سجل قادة التغيير.
وزير الثقافة السابق خالد الرويشان وصف الخبر بأنه نكتة عكاظ، وأضاف بأنه ثمّة ملاحظات يمكن أن تقال على توكل تختلف أو تتفق معها .. لكن أن تتهمها بدعم الإنقلابيين الحوثيين فهذه نكتة عالمية! .. على قدْر نوبل، يا الله .. ماذا يحدث للعالم!
المحامي والقانوني هائل سلام كتب أيضا: فيما كان وزراء خارجية الدول الأوروبية مجتمعين في لندن ككبار ليقرروا بشأننا كشعب قاصر، دون أن ينبس أحدا ببنت شفة من أصحاب الشأن، كانت صحيفة عكاظ وبعض وسائل الإعلام الخليجية تهاجم السيدة توكل كرمان، لماذا ؟!
لأنها انتقدت بشجاعة، يفتقر إليها الرجال، وعلى الأحرى " الذكور " أداء الشرعية والتحالف، الأداء الرث، الهزيل، والا مسؤول، فيما يخص ملف الجرحى، وهو واحد من أهم الملفات التي خلفتها، وتخلفها، الحرب في اليمن.
الناشط والصحافي منصور راجح أيضا علق على الأمر وكتب: توكل معروفة للقاصي وللداني كقائدة للثورة اليمنية، ونوبل لا تمُنح على أساسِ من الشهرة (هي من حيث المبدأ لإشهار النموذج وتعميمه عالميا كقيمة يجب ان تُحتذى وهي لا تُمنح إلا وفقا لمقاييس موضوعية يدخل فيها أيضا، كجائزة لها علاقة بمسألة السلام وصناعته ملابسات كثيرة وبناء عليه فأن الممنوح للجائزة يجب ان يكون مؤشرا الى الاتجاه الذي تعتقد هيئة منح الجائزة صحيحا من زاوية خدمة السلام بما هو حل للصراعات بشكل معقول)
"لا أستغرب من ترهات صحيفة عكاظ السعودية حول توكل كرمان، فعكاظ هنا، وقناة الضجيج " الحدث " هما أكثر تعبيرا عن موقف السعودية التي ترى خصومتها مع الثورات الشعبية التي خضت المنطقة، وضد كل رمز أفرزته، أو إمكانية انتقال سياسي ديمقراطي بشرت بها" وهكذا علق أيضا الصحافي مصطفى راجح.
وهكذا توالت ردود الأفعال مباشرة عقب ما نشرته عكاظ حول كرمان واعتبرت الصحيفة مطالبتها للحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي بعلاج جرحى الحرب دعماً للانقلاب، وكذلك فعلت صحيفة وئام السعودية هي الأخرى التي ذهبت إلى أبعد من ذلك وقامت بتلفيق قضايا غير أخلاقية ونسبتها لكرمان وصفها البعض بالإنحدار المهني للصحافة.