هناك من اتجاه الشمال الغربي لمحافظة حضرموت، وعلى مسافة نحوا 80 كيلومتر جنوب منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، يقعُ مُخيم الإيواء للنازحين التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويحتوي المئات من النازحين الفارين من جحيم ويلات الحرب المُستعرة في البلاد، وهو المُجهز لإستقبال مايصل لثلاثة ألاف نازح.
لكنه خلال الفترات الأخيرة ومع ارتفاع وتيرة أستهداف المدنيين من قبل المليشيات وقوات المخلوع صالح، بات المخيم الكبير المقام في صحراء العبر، بمثابة أمل وفرصة نجاة للكثيري من اليمنيين الذين تركوا كل مايملكونه خلفهم، وفروا بجلودهم هرباً من بطش الممارسات الوحشية للإنقلابيين كما يقولون أثناء توثيق قناة بلقيس لأوضاعهم في المكان.
ورغم قساوة المناخ الصحراوي المحيط بالمخيم، إلا أن توفر الخدمات الأساسية فيه كالكهرباء والمياه، ساهمت كثيراً في مُساعدة النازحين خصوصاً النساء والأطفال، في التخفيف من تلك القساوة.
وليست تلك الخدمات وحدها ما يتم توفيره في المُخيم، بل وكذلك التعليم، بعد أن توصل مركز الملك سلمان، لاتفاقا مع السلطات المحلية في المديرية، يسمح للأطفال النازحين الألحاق بمدارسها كحالة استثنائية.