ورغم إسكات مختلف الأصوات في اليمن منذ بدء الحرب من قبل أطراف الصراع، بقي صوت الفن لدى سبيع مدويا حتى في الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها بلاده، والتي لا تسمح لأي انتقادات أو أي أنشطة تعبر عن مآسي الوطن.
وقال سبيع إن فنه ونشاطه "يتركز في الرسم على الجدران والتعبير عن القضايا اليمنية، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الحرب".
وأوضح قائلا "نقوم بجهود ذاتية عن طريق الرسم لتجسيد الأوضاع في ظل الحرب، ونقوم بتجسيد دور للفن في ظل الصراع الحالي".
وبيّن أنه بسبب أن الحرب أسكت العديد من الأصوات في اليمن، فقد جاء الفن ليتواجد في هذا الوقت الصعب.
وعن مدى استمراره في عمله ونشاطه رغم الظروف الأمنية، تساءل قائلا "إذا لم يحضر الفن كوسيلة تعبير عن أوضاع الناس في ظل الحرب، فمتى كان سيظهر؟".
وتبدو على سبيع السعادة وهو يمارس نشاطه رغم ظروف الحرب، ويقول إن "رمزية وجود الفن في هذا الوقت، خصوصا الرسم على الجدران، يكون قريبا جدا من الناس، بحكم إنه يلمس ويتواجد في طريق ذهاب الناس إلى العمل أو إلى المدرسة، أو في مختلف تحركاتهم".
والفن، حسب سبيع، يعمل على خلق حوار في الشارع، خصوصا في وقت الحرب والدمار التي تشهدها اليمن.. "هذه رسالة الفنان بأن يحفز على صنع الحوار في الشارع اليمني"، حسب قوله.
وفي الأنشطة الفنية التي مارسها سبيع، استطاع مناقشة العديد من القضايا المهمة التي تواجهها بلاده في ظل الحرب، خصوصا الأوضاع الصعبة التي يمر بها الأطفال والنساء.
ويذكر سبيع حملته الفنية "حُطام"، وقد بدأت في مايو/أيار 2015، بالدعوة إلى مشاركة الناس بالرسم.
ويشير إلى أنه يقيم حملات فنية للرسم في صنعاء ومدن يمنية أخرى، وقد وصلت حملاته الفنية في هذا المجال إلى الخارج، حيث نظم تعاون لإقامة الحدث نفسه في مدينة ريديج البريطانية بالتعاون مع فنانة هناك.
وهذه الحملات في الداخل والخارج يدعو مجملها إلى جلب السلام في اليمن الذي مزقته الحرب على مدى سنوات مضت.
وفي العام الحالي، توسع نشاط الفنان اليمني سبيع، وأصبحت حملات الرسم التي يقوم بها في ست مدن يمنية، هي صنعاء وعدن وتعز ومأرب وإب والحديدة، بالإضافة إلى مشاركة أصدقاء وفنانين في مدن بالخارج، مثل عاصمة كوريا الجنوبية سيول وفي مدغشقر، وفي العاصمة الفرنسية باريس.
وأطلق في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي حملة جداريات "وجوه الحرب"، وقد كان ذلك في مدينة الحديدة، بحكم أن المدينة تتعرض لإهمال متعمد، ويعاني سكانها من جوع وفقر ومرض.
وقد كانت هناك جداريات أخرى نفذت في صنعاء في العام الحالي، وهي في مجملها محاولة لنقل وجوه الحرب عن طريق الرسم على الجدران.
وعن كيفية تصوير ومناقشة قضايا اليمن عن طريق الرسوم على الجدران، يوضح سبيع أنه يريد إيصال رسالة مفادها أن "الحرب ليست بنادق وقذائف وألغاما، أنا قمت بتصوير الحرب في الرسوم عبر تأثيرها على الناس".
ولفت إلى أن الحرب تصور عن طريق تلك الرسوم التي تحكي العيون الفارغة التي أصبحت كثقب أسود بسبب أهوال الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، بالإضافة إلى ذلك الجلد الملتصق على العظم، والوجه الهزيل صاحب الملابس الرثة.