في العام 2003 وصف القيادي الإصلاحي محمد قحطان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بـ "مجنون وبيده حجر" وهو مادعا لإصدار بيان عاجل من الهيئة العليا للاصلاح تعتذر فيه لصالح عن تلك التصريحات.
قحطان الذي عرف بتهكمه الشديد على صالح ونظامه حيث تحداه في انتخابات 2006 بإعادة سعر البيض الذي ارتفع وقتها واسر صالح ذلك التحدي في نفسه ولم يستطع إعادة خفض قيمة البيض أو حتى الايفاء بأقل تعهداته للناخبين في تلك الانتخابات التي تم تزوير نتائجها حيث كان من المفترض فيها فوز المرشح فيصل بن شملان.
في اعقاب الثورة الشبابية كان صوت محمد قحطان هو الصوت الأعلى داخل تكتل اللقاء المشترك وسببت تصريحاته الكثير من الاستياء داخل التكتل الهش وجاء تهديد قحطان لصالح بزحف الشباب إلى قصره واقتلاعه من غرفة نومه ليشكل نقطة سوداء في قلب المخلوع ظلت تكبر حتى قام بإرسال عدد من رجالاته لاقتحام غرفة نوم قحطان في منزله بعد إسقاط العاصمة صنعاء من قبل المليشيا ونشر صورهم في غرفة نومه وكأن صالح يقول للعالم انا سيد القبح الوحيد.
تلاقت أحقاد مليشيا الحوثي التي وصفها قحطان بالانتفاشة وبين صالح الذي مافتأ يحرض ضد قحطان الذي رفض الاتفاق الذي روج له المبعوث الاممي السابق جمال بنعمر مهندس سقوط صنعاء والقاضي بإنشاء مجلس رئاسي بعيدا عن مخرجات الحوار وتوافق الأطراف السياسية.
موقف الرجل السبعيني من العبث الذي مارسه بنعمر في المشهد السياسي اليمني جعل الأخير يهاجم قحطان خلال أحد الاجتماعات التي كان الإعلام ينقلها ويمارس ضده تحريضا علنيا كما كان يمارسه في الغرف المغلقة.
أكثر من خمسة أشهر واحفاد وأبناء قحطان يطرقون كل الأبواب بحثا عنه ويقفون وحدهم أمام جبروت عصابة صالح والحوثي التي خطفته مرتين واخفته قسرا وتعاملت بقسوة مع أسرته ولم تشفع توسلات النساء وبكاء الأطفال له عند جلاديه.
وزيادة في وجع أسرته تم التسريب عبر القيادي السابق في المليشيا والمقرب من صالح علي البخيتي خبر مقتل قحطان في أحد المواقع التي يستهدفها طيران التحالف، لم يؤكد أحد الخبر أو ينفيه، وغادر البخيتي بعدها لبيروت استعدادا لمرحلة جديدة من صناعة الوهم.
محمد قحطان ليس إلا واحدا من الآف اليمنيين الذين اختطفتهم المليشيا واخفتهم ضمن مسلسلها الانتقامي والثأري القبيح.
في الوقت الذي وقف فيه قحطان مع الجميع حين كانوا يتعرضون للكثير من الظلم والإقصاء وبعد أن تحول الضحايا لجلادين تخلى الجميع عن قحطان بما في ذلك حزبه واللقاء المشترك وقياداته ومؤتمر الحوار وأعضاءه ولجنة الأقاليم بل حتى رفاقه وأصدقائه لم يكلفوا أنفسهم حتى التواصل مع أفراد أسرته.
كان صوت قحطان خلال حروب صعده الستة من أعلى الأصوات الرافضة لتلك الحروب وكان في مقدمة المتضامنين مع معتقلي الجماعة والذي كان من أبرزهم محمد المقالح والشهيد عبدالكريم الخيواني.
يخشى صالح كثيرا صوت قحطان وكلماته التي لطالما اوجعته وجعلته محط سخرية وتندر على مستوى البلاد.
لم يكن قحطان ينتمي لجناح الصقور داخل حزبه وكان ينتمي غالبا للشارع اليمني ويعبر عن صوت المقهورين ويقول كلمته في الوقت الذي كان الجميع يخشى قولها. وهو اليوم يدفع ثمن سكوت الآخرين.
من اختطفوا قحطان لم يكونوا يعرفون انه من سيختطفهم وان ضعفه الذي اغراهم على إخفاءه هو أكثر قوة من كل ترسانة الحقد التي يتمترسون خلفها.
مسألة وقت وسيسقط كل هذا الصلف وتتلاشى الانتفاشة الحوثية وينتهي زمن صالح وربما ستكون النهاية بتلك الطريقة التي تحدث عنها قحطان في أواخر عام 2011 .
فلا حد يعرف ماذا تخبئ