ترجل الفارس واخر المحاربين وحارس الثورة وساحتها في صنعاء واخر ابطال الجمهورية في معركتها الفاصلة ضد الانقلاب على الدولة وسرقتها.
استشهد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبد الرب الشدادي في صرواح بالقرب من ضريح أحد أبرز رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الشهيد علي عبد المغني.
لا يمكن لكلمات ان ترثي الشدادي الذي تم تعيينه قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة في أوائل منتصف ابريل 2015 بعد شهرين من انقلاب مليشيا الحوثي واجتياحها للمدن والمحافظات.
حين سقطت صنعاء وعدن وبقية المحافظات ظلت مأرب عصية على السقوط وحين سلم جميع القادة العسكريين وباركوا سقوط الجيش ومؤسسات الدولة رفض الشدادي ذلك السقوط وأعلن وقوفه واللواء العسكري الذي كان يقوده والشخصيات القبلية في مأرب ضد فكرة الاستسلام والتسليم للمليشيا.
وفي كل المعارك الممتدة من مأرب الى الجوف ونهم كان اللواء الشدادي حاضرا في الصفوف الأولى وسط المقاتلين ولم يغادر ساحة المعركة وكان يقاتل الى جانب الجنود كمحارب اعتاد التضحية بهدوء وصمت.
لطالما تحاشى الشدادي الكاميرات ووسائل الاعلام كعادة المحاربين من أصحاب القضايا الكبيرة، لم تغره الأضواء ولم يتخلى عن وعده بهزيمة الانقلابيين والدفاع عن الثورة والجمهورية.
أصيب الشدادي أكثر من مرة بجروح وكان يعود مباشرة للجبهة وكأن شيئا لم يكن، وحين كان بقية القادة العسكريين يكتفون بالحضور لالتقاط الصور كان هو يعود الى الجبهة لإكمال مهمته والبقاء قريبا من جنوده.
قبل معركة صرواح تعهد ان لا يعود الى منزله الا بعد تحقيق النصر او ينال الشهادة وهو ما حدث اليوم.