تُوفي الفنان اليمني المعروف محمد علي ميسري (70 عاماً)، في أحد مستشفيات العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وذلك بعد أيام من تدهور حالته الصحية، والتحق بزميله الفنان الراحل محمد علي قاسم، والذي كان قد رحل في السادس من يناير/كانون الثاني 2016، حيث توفي نتيجة وعكة صحية أيضا من دون أن يلتفت إليه أحد.
والفنان ميسري هو مطرب وملحن ومؤلف شهير، ويعتبر من أكثر الفنانين حفاظاً على بريق وأصالة الأغنية العدنية، خاصة أغاني الجلسات والسمر التي يتخللها العديد من الرقصات التي تشتهر بها مدينتا عدن ولحج.
وأكدت مصادر مقربة من عائلة الفنان، أن الفنان الفقيد رحل بعد معاناته لسنوات طويلة مع أمراض القلب والكبد، وبعد أن بُحّت أصوات أسرته وهي تطالب الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، والذي ينحدر من نفس مدينة الفنان ميسري، من محافظة أبين، والذي وعد بإنقاذ حياته.
رئيس الجمهورية نفسه اكتفى عند سماعه الخبر بنقل برقية عزاء ومواساة إلى منير وعلي، ابني الفنان، محاولاً بذلك مشاركتهما حزنهما لوفاة والدهما، متجاهلا مطالبات عائلة الفنان له بالتدخل، خصوصاً بعد مبادرته بالتوجيه وإعطاء الفنان منحة علاجية إلى الهند لمدة شهر، والتي لم يستطع بعدها الفنان العودة لمتابعة علاجه من جديد.
وأشار الصحافي ياسر الشوافي، الذي كان على اتصال بالفنان حتى وفاته، أن ميسري كان يجيبه على سؤاله عن صحته بأنه ينتظر إرادة الله، مضيفاً أن الفنان احترق بأوجاعه، ولم يرث لحاله أو يلتفت إليه أحد من الجهات المعنية.
وتبقى أغانٍ مثل "ياعم منصور، يا مروح البلد، شي معك لي أخبار، وكيفكم يا حبايب"، سلسلة من عناوين كثيرة للفنان الراحل لا تزال مرتبطة بوجدان اليمنيين، وانتشرت انتشاراً واسعاً خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، وبعضها من كلماته وبعضها لشعراء آخرين.
وإضافة إلى ابنيه منير وعلي، لدى الفنان ميسري أربع بنات، وهو من مواليد 1946م، مديرية مودية بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، وقد بدأ نشاطه الفني في عام 1964، وكان أول عمل فني رسمي له في 1966 بتسجيل أنشودتين في إذاعة عدن.