من لقوا حتفهم في هذه الحرب أيضاً كثير، ومن استطاع النجاة من محارقها إما واجه التشرد والجوع، أو تعرض للإعاقة المتوسطة أو الدائمة، وعاش حياة البؤس في ظروف حرب لا ترحم، ووضع لا يحسد عليه، فبلد تقتله الأوبئة ويفرض عليه الحصار من كل اتجاه، ونخب سياسية فشلت في أن تجد حلول أو تضع حد لهذه الحرب الملعونة.
نعيش حياة القيامة
أعيش مع الألم يومياً، فعيني اليسرى تعرضت للفقع جراء شظية قذيفة حوثية عشوائية، ورجلي اليمنى تعرضت للبتر بعد إصابة بالغة، وانا حالياً مقعد ولا زلت أعاني من التقرحات في رجلي الأخرى.
لم أجد المساعدة لاستكمال العلاج وإجراء بعض العمليات الجراحية، فالحكومة أوقفت كل المساعدات للمعاقين بحجة عدم وجود ميزانية. المنظمات الخيرية كثير منها أغلقت أبوابها بسبب الحرب، وبات من الصعب الحصول على المساعدة ".
بهذه الكلمات المثقلة بالآلام، استهل المواطن اليمني المعاق "أحمد قائد" حديثه لقناة بلقيس: الحرب المدمرة في اليمن فاقمت من حياة البؤس للمعاقين وبشكل لا يحتمل، فنحن نعيش أزمة انسانية مضاعفة عن بقية الفئات الأخرى، إنها حياة "القيامة".
أحمد يبلغ من العمر عشرون عاما، يعد نموذجاً لمئات الألاف من الاشخاص الذين تعرضوا للإعاقة إما بسبب لغم أو قذيفة حوثية عشوائية، أو قصف لطيران قوات التحالف الذي تتزعمه السعودية.
أحمد يعد الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته الأربعة الذين تعرض منزلهم بتعز لقذيفة حوثية قبل عامين، حاليا يعاني الأمرين" مرارة الإعاقة، وانعدام الرعاية".
"لم أعد أستطع الحصول على أي مساعدة حتى الدواء لا أجده، اتمنى الموت في كل لحظة، لم أعد احتمل الألم لا أستطيع النوم إلا بالمهدئات، لا أستطيع مغادرة البلاد للعلاج ولم أتلق المساعدة من أحد، فحياتي وحياة الآلاف من المعاقين أصبحت جحيما في هذه الحرب، وظروفنا قاهرة ".
لم يعد متاح أمامي سوى الخروج من المنزل وممارسة التسول وطلب المساعدة من ذوي الخير، هل ذلك ما يريدوه مننا بعد أن قدمنا أجزاء من أجسادنا من أجل هذا الوطن؟!
قصص المعاقين اليمنيين في غاية المأساوية والألم، بظل الحرب الساحقة التي تعيشها اليمن للعام الخامس على التوالي، قصص وحكايات لواقع الألم الذي يعيشه المعاقين في اليمن في ظل ظروف الحرب البائسة.
الأعداد في تزايد
للحرب الدائرة اليوم في اليمن الدور الأكبر في رفع اعداد المعاقين، هناك الآلاف من الأشخاص الذين تعرضوا للإعاقة جراء طيران التحالف تحت ما يسمى (ضربات خاطئة) وقذائف الحوثيين التي تستهدف المدنيين صباح ومساء.
بترت أطراف الكثير وفقدو قدرتهم على الحركة، والبعض فقد حاسة السمع والبصر.
حادثتي قصف جبل عطان بالقنبلة الفراغية من قبل الطيران السعودي في 20 من إبريل/ نيسان 2015م، وكذا حادثة قصف الصالة الكبرى بصنعاء في 8 من إكتوبر/ تشرين الأول 2016م، تسببتا لوحدهما فقط بتعريض أكثر من (1000) شخص للإعاقة، منهم (40) شخصاً تعرضت بعض أطرافهم للبتر.
المئات تعرض للإعاقة في تعز أيضاً جراء القصف شبه اليومي على أحياء المدينة، وفقا لتصريحات رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات المعاقين عثمان محمد الصلوي.
أدت الحرب الدائرة للعام الخامس في اليمن إلى حرمان فئة المعاقين من كل سبل المساعدة، وتكالبت عليهم حياة الحرب والإعاقة في الوقت الذي تتزايد أعداد الجرحى بشكل كبير.
رئيس فرع صندوق المعاقين لتعز مختار فرحان في تصريح لقناة بلقيس يقول: "أن ذوي الاحتياجات الخاصة، في المحافظة محرومون من الرعاية الصحية والخدمية بشكل شبه كلي، مشيراً إلى أن هناك ما يقرب من 3 آلاف حالة من المعاقين في المحافظة قطعت عنهم خدمات صرف الادوية منذ عام 2011م.
وأضاف: المعاقون في محافظة تعز على سبيل المثال توقفت عنهم جميع خدمات الرعاية: صرف الادوية والاجهزة التعويضية واجهزة المساعدة وخدمات التعليم كما تم ايقاف صندوق المعاقين عن اداء مهامه ووقفت ميزانيته التشغيلية لأسباب متعلقة بالحرب وأسباب تعسفية ايضاً مورست من قبل الادارة العامة لصندوق المعاقين في اليمن وفقا لما يقول رئيس فرع الصندوق في تعز.
ويتابع تسببت الحرب بتوقف أكثر من 350 مركزاً ومنظمة ومعهد خاص بذوي الاحتياجات الخاصة جراء انقطاع مواردها!