مرة أخرى تعود اليمن الى واجهة الاحداث من جديد.. تحديداً من بوابة المصالح الامريكية التي في قائمة اولوياتها حماية الممرات المائية كما أعلن البيت الابيض حين قرر ارسالا المدمرة "يو اس اس" كول الى باب المندب.
القرار الامريكي جاء بعد ايام قليلة من تنفيذ عملية عسكرية محدودة ضد ما قال الجيش الامريكي انه موقع تابع لتنظيم القاعدة في اليمن.
دماء الضحايا لم تجف بعد ومازالت صور الاطفال الذين قتلوا في تلك العملية ماثلة للعيان، وبدلا من الاعتذار عن تلك العملية، اعلنت ادارة ترامب ان العملية كشفت عن انخراط عدد كبير من النساء في صفوف القاعدة، وهو ما اعتبره الكثير من المراقبين محاولة للتهرب من المسئولية الاخلاقية والقانونية.
تبدو ادارة الرئيس الامريكي عازمة على المضي باتجاه اشعال الحرائق في المنطقة، والتخلي عن قبعة الاطفائي التي لطالما ارتداها الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما..
سنحارب إيران والقاعدة في اليمن تلك هي الرسائل الاخيرة لترامب، لكن تلك الحرائق لن تطال نظام الملالي بشكل مباشر، حيث كشفت تقارير استخباراتية ان البنتاغون سيقوم بالتدخل المباشر وسيزيل قفازاته في اليمن، وتوقعت مجلة فورين بولسي ان تكون اليمن هي ساحة الصراع القادم بين امريكا وإيران.
تصريحات الادارة الامريكية الاخيرة دليل واضح على انتهاء مبادرات الحل السياسي في اليمن لصالح العمليات العسكرية، وهو ما قد يعني ان على الحكومة الشرعية التقاط طرف الخيط والعمل على تعزيز عمليات استعادة الدولة، فمضي هذه الموجة دون الاستفادة القصوى من موقف ترامب من طهران وادواتها في المنطقة قد يعني استمرار الازمة امدا اطول من الزمن دون حل.