اليوم يتحسس اليمنيون الفرح وسط الظلام والحرب، حتى تحولت بعض المدن الى كرنفال مفتوح كتعز التي خرج المواطنون فيها للإحتفاء بالذكرى الرابعة والخمسين للثورة اليمنية.
أربعة وخمسون عام هي مقدار جيل ونصف وهي في الأساس عمر سبتمبر المجيد حيث ظل اليمنيون يناضلون من اجل الخروج الي بر الأمان، لكن المتربصين بالثورة وبسبتمبر نفسه على وجه الخصوص يحاولون دفعه الي الخلف
مرة ينقلبون على الدولة وأخرى يشنون حربا ضد أبنائها وطلابها
وبين هذه وتلك تتوقد مشاعر الجمهورية في هذه المناسبة من كل عام وتنبعث معها روح الثورة الخالدة، روح التضحيات الأولى التي سطر آياتها ابطال سبتمبريون عظماء نالوا شرف السبق في مضمار الحرية
تتوقد ذكرى سبتمبر في أرواح اليمنيين قبل محافلهم تكشف الصورة هناك في تعز ومأرب وغيرها من المحافظات انه تأريخ متخصص بإفساد مزاج الراغبون بالانقلابات وسراق المشاريع الجمهورية من ذهبوا يعيدون تحالفاتهم على أسس جهوية وفئوية ضيقة ففشلوا.
ذكرى الجمهورية ببساطة هي إعادة صياغة التاريخ وإعادة انتاج الذات اليمنية لذلك يعيد سبتمبر للحياة ألقها كل عام وكل ذكرى.
على إيقاع أنغام أيوب طارش الصوت الذي يرافق اليمنيين في أبرز منعطف تأريخي يذهبون لقياس منسوب الشغف بهذا العيد المجيد من عدمه فائض الوطن في سبتمبر وفائض سبتمبر بالوطن هو الحد الفاصل بين من يعظمون هذا اليوم وبين من يتملمون منه فالخيط الرفيع هو جمهورية عمرها يفوق خمسة عقود والاف من الشهداء خلدهم التأريخ بأحرف من نور.