عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك اجتماعاً مغلقاً حول اليمن، مساء اليوم الأربعاء، حيث قدم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إحاطته عبر الفيديو من الكويت أمام أعضاء المجلس حول آخر التطورات في ملف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية.
وتأتي إحاطة ولد الشيخ بطلب من مجلس الأمن، بحسب ما نص عليه البيان الرئاسي الصادر عن المجلس في الـ25 من شهر أبريل/ نيسان. وطلب البيان من مكتب ولد الشيخ أحمد أن يقدم خطة مفصلة حول الخطوات الإضافية التي ينوي اتخاذها لدعم المحادثات في اليمن خلال شهر من صدوره، أي حتى الـ25 من شهر مايو/ أيار.
وبحسب ما ذكرت مصادر مطّلعة في مجلس الأمن في نيويورك، فإن المبعوث الأممي طلب توسيع طاقم مكتبه، بما في ذلك اللجنة المنسقة والمراقبة لوقف الأعمال القتالية، والطاقم المتواجد في الأردن.
وفي السياق ذاته، أكد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن "ولد الشيخ أحمد يعمل مع الأطراف المختلفة حول تفاصيل تطبيق الاتفاقيات، ولكننا نمضي قدما في التوصل إلى اتفاق شامل قريباً". ويأتي ذلك في الوقت الذي عقد فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء لقاءين مع ممثلين عن الحكومة اليمنية في الكويت.
من جهته أوضح وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إن جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي انهت جلستها قبل قليل (مساء اليوم الأربعاء).
وقال المخلافي "انتهت قبل دقائق جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن، كانت إيجابية جداً تطرقت الى المشاورات الجارية في الكويت."
مضيفاً إن الجلسة أشدت بوفد الحكومة ومرونتها الكبيرة، في مقابل تعنت الطرف الانقلابي.
مبيناً إنه وخلال الجلسة تم تقديم خطة الأمين العام للأمم المتحدة لتعزيز مكتب اسماعيل ولد الشيح احمد من اجل تيسير المفاوضات، وتعزيز دور الوساطة التي يقوم بها المكتب، وتقديم دعم فني للجنة التهدئة والتنسيق.
وعلى الرغم من استمرار الخلافات بين الأطراف حول تفاصيل فترة الحكم الانتقالي والمرحلة التي يجب أن تبدأ خلالها عملية سحب السلاح وانسحاب المجموعات المسلحة، فإن تقدما قد أحرز في ما يخص الأطر العامة لخارطة الطريق، بما فيها الانسحاب وتسليم السلاح وبناء مؤسسات الدولة، والتحضير لاستئناف المحادثات السياسية.
وكان ولد الشيخ أحمد قد أعلن، في 15 من مايو/ أيار، عن التوصل لاتفاق مبدئي يقضي بالإفراج عن نصف السجناء والمعتقلين.
إلى ذلك، كشفت رسالة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اقترح خطة لتكثيف وساطة الأمم المتحدة في اليمن للتغلب على الخلافات العميقة بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في محادثات السلام التي تحتضنها الكويت.
وعرض بان في رسالة إلى مجلس الأمن، حصلت عليها "فرانس برس"، اقتراحه، قبل أن يقدم المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تقريره إلى أعضاء المجلس الـ15 بشأن محادثات السلام.
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة: "في حين يلتزم الجانبان التوصل إلى اتفاقات في الكويت، لا تزال هناك خلافات عميقة بينهما يجب التغلب عليها من أجل الوصول إلى نتيجة ناجحة"، مقترحا زيادة عدد موظفي بعثة السلام الأممية في اليمن، ونقلها من نيويورك إلى عمّان، لتكثيف جهود الوساطة، وهو ما يتوافق مع ما طالب به ولد الشيخ أحمد.
وأوضح بان أن الفريق الموسع سيقدم الخبرة الفنية للأطراف اليمنية حول العديد من القضايا، وخصوصا سبل تعزيز وقف إطلاق النار المطبق منذ 10 أبريل/ نيسان، والذي أدى إلى خفض الهجمات من دون أن يضع حدا لها، مشددا على أن "إنهاء الأعمال العدائية في البلاد بكاملها لا يزال هشا للغاية، ويتطلب تقديم دعم إضافي عاجل من الأمم المتحدة"، مؤكدا أن تصاعد العنف "يقوض محادثات الكويت ويعيق التقدم نحو تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن".
ومن المقرر أن يتخذ أعضاء المجلس قرارا بشأن اقتراح بان كي مون بحلول الخميس.