دخل قرار حظر التجول الذي أعلنته الحكومة اليمنية في مدينة عدن، جنوبي البلاد، حيز التنفيذ مساء اليوم، فيما شهدت بقية الجبهات في المحافظات اليمنية الأخرى، هدوءً نسبياً مقارنة بالأيام المنصرمة من عمر المعارك المتصاعدة منذ مارس/آذار الماضي.
وقال سكان محليون، للأناضول، إن قرار حظر التجول، الذي أعلنته السلطات اعتبارا من الثامنة مساء اليوم الاثنين دخل حيّز التنفيذ، وشوهدت عدد من شوارع المدينة المضطربة، خالية من المارة.
وجاء القرار، الذي يسري إلى أجل غير مسمى، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت يوم الأحد، بين قوات حكومية ومقاتلين يتبعون "المقاومة" من فصائل "قبلية وسلفية"، كانوا يسيطرون على ميناء عدن الدولي، في مدينة المعلا، ويرفضون الخروج منه منذ سيطرتهم عليه في أغسطس/آب الماضي، عقب دحر الحوثيين، مشترطين دمجهم دمجهم في الجيش الوطني ومعالجة الجرحى خارج البلاد.
وتمكنت السلطات اليمنية، اليوم الاثنين، من استعادة الميناء الأكبر في البلاد، وظهرًا، وصل الرئيس عبدربه منصور هادي ميناء عدن للمرة الأولى، عبر مروحية، وذلك بعد ساعات من تأمينه بشكل كامل من قبل قوات الشرطة.
وذكرت مصادر أمنية للأناضول، أن المسلحين القبليين والمتشددين، الذين كانوا يسيطرون على الميناء، انسحبوا بعد معارك، أسفرت عن مقتل 10 منهم، ونحو 5 من القوات الموالية لهادي.
وأحرزت السلطات الحكومية تقدماً أمنياً بسيطرتها على ميناء ومطار عدن الدوليين، لكن مسلحين "متشددين" (يعتقد انتماؤهم لتنظيم داعش) مازالوا يسيطرون على مديرية" التواهي"، المعروفة بـ" قلب عدن"، والتي تضم القصر الجمهوري ومبنى المخابرات والتلفزيون ومقر المنطقة العسكرية الرابعة.
وكما بدت محافظة عدن، التي أعلنتها السلطات عاصمة مؤقتة للبلاد عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، هادئة اليوم الاثنين، عاشت غالبية المحافظات، هدوءً نسبيا لافتاً بعد أشهر 9 أشهر من القتال.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية بمدينة تعز، وسط البلاد، للأناضول، إن جبهات القتال شهدت اشتباكات بين المقاومة ومسلحي الحوثي في جبل صبر، شرقي المدينة.
ووفقا للمصادر (رفضت ذكر اسمها)، فقد أسفرت المعارك التي استعادت فيها المقاومة جبهات كانت قد خسرتها، عن مقتل 8 حوثيين و4 من صفوف المقاومة الموالية للحكومة.
وفي مأرب، شرقي البلاد، قال الحوثيين إنهم قطعوا خط إمداد رئيسي عن القوات الحكومية، التي أعلنت يوم أمس أنها قطعت شوطا كبيرا في تحرير المحافظة النفطية.
وسجلت المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، هدوء نسبيا في المعارك المتصاعدة، ففي حين أعلنت قناة الأخبارية السعودية الرسمية، أن الشريط الحدودي في جازان ونجران كان هادئاً، زعم "الحوثيون" تنفيذ عملية في منفذ الطوال بجازان، أسفرت عن مقتل جنود سعوديين، لم يحددوا عددهم، وفقا لوكالة سبأ التي يسيطرون عليها.
وبعيدا عن المواجهات الميدانية، سجلت غارات التحالف العربي، اليوم الاثنين، تراجعا نسبيا، ولم تشهد العاصمة صنعاء سوى غارة واحدة، استهدفت معسكر القوات الخاصة.
وقال شهود عيان، إن طيران التحالف شن غارة على مواقع الحوثيين في محافظة البيضاء، أسفرت عن مقتل مسلح وإصابة 6 آخرين، كما شن الطيران غارات على معسكر موال للرئيس السابق في الحديدة غربي البلاد.