بين ابريل واغسطس صمدت هدنة هشة لكنها لم تدم طويلا خلفت هذه المشاهد في سماء العاصمة صنعاء.
ثلاثة أشهر ويزيد هي المدة التي استمرت فيها مشاورات الكويت منذ العاشر من ابريل الماضي الذي مثل منعطفا جديدا للحديث عن توقف الحرب وفي مقدمتها توقف الغارات الجوية لكن ومنذ ان أعلن المبعوث الاممي إلى اليمن انهاء المشاورات حتى عادت الأوضاع الي ما كانت عليه سابقا،
كان هذا إيذانا بعودة غارات التحالف إلى استهداف معسكرات ومواقع تابعة للمليشيا وقوات الرئيس المخلوع في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى.
لا يمكن ان يقود الانحراف في السياسية إلا إلى هذه المشاهد، وبينما توقف الأمل بتوقيع المليشيا على مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن، توقف معها الحديث عن أية حلول سياسية مرتقبة لتشير البوصلة هذه المرة إلى العاصمة صنعاء مباشرة فمرة إلى البوابة الشرقية وأخرى إلى سماء العاصمة حيث تدك مدافع الجيش الوطني في جبهة نهم في بواب صنعاء الشرقية وترسل الطائرات سحبها السوداء إلى السماء.
وبين هذا وذلك تتضاءل معها آمال اليمنيين بالخروج من دائرة القتال وفي مقدمتها سكان صنعاء من يقضون أوقات عصيبة من عودة الغارات.
سعت جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع إلى وقف طيران التحالف ونجحت جزئيا لكن تصرفاتها الداخلية أيضا كشفتها أكثر حيث استمرت تقود هجماتها الداخلية بقصف المدنيين في تعز والبيضاء وشبوة.
إذا فشل المشاورات السياسية يلقي بظلاله على الأوضاع الداخلية مجددا ليكون أول ما اعاد التحالف النظر فيه هو مطار صنعاء الدولي الذي أصدر بشأنه مذكرة مكتوبة بتوقيف الرحلات من وإلى المطار حددها باثنان وسبعون ساعة بشكل مبدأي وهو ما وجدت فيه جماعة الحوثي فرصة للرد من خلال ناطق الجماعة الرسمي الذي قال ان السلطات السعودية منعت طائرتهم من مغادرة مسقط إلى العاصمة صنعاء.
فيما يتعلق بالأزمة اليمنية إذآ يبدو الخيط الفاصل بين السياسية والحرب رفيع جدا بل ويكاد يختفي فكل جهود السلام بوسائل سلمية في لحظة واحدة تلاشت وتركت ميادين القتال مفتوحة كخيار وحيد.