ظن اليمنيون أن نهاية مليشيا الانقلاب التي وصلت العند قد حلت، وأن الفرج يدق أبواب البلد الذي اثخنته الجراح، لكن هذه الآمال تبخرت واكتشف اليمنيون ان لا جار يمكن الوثوق به ولا صديق يقدم العون الحقيقي.
في تلك الليلة خرج المتحدث باسم التحالف حينها العميد احمد عسيري ليقول لليمنيين والعالم، ان عاصفة الحزم تمت بطلب من الشرعية، وان هدفها إعادة الشرعية للبلد والقضاء على الانقلاب، فكيف سيكون المصير؟
اليوم وبعد ثلاث سنوات يتساءل اليمنيون اين تلك التصريحات يا عسيري؟ وأين تلك الوعود يا سلمان؟
فما يراه اليمنيون اليوم شيء آخر كلياً، يرون تحالفا يمنع الرئيس الشرعي من العودة لعاصمته المؤقتة، ويرون تحالفا يجند مليشيات خارج نطاق الدولة، بل ويجندها لمحاربة الحكومة في عدن واسقاط معسكراتها.
يرى اليمني ان التحالف يرفض تحرير تعز، ويقصف الجيش الوطني في نهم وغيرها اذا ما تقدم دون اذنه لتحرير ترابه الوطني، فماذا عدا مما بدا أم ان الامل كان تهورا خاطئا منذ البداية!
وحتى لا تكون الصورة مجتزأة، فقد حققت الشرعية بمساندة التحالف إنجازات كبيرة، ابرزها تحرير محافظات عدن ولحج وابين والضالع وشبوة والتقدم في الساحل الغربي وصولا إلى حيس، لكن معظم هذه المنجزات تمت في السنة الأولى من التدخل وسلم هذا المنجز لمحتل أخر ..أبو ظبي .
على المستوى الإنساني والاقتصادي يدعم التحالف الحكومة اليمنية بيد ويقيد أدواتها باليد الأخرى.
يدعم البنك بوديعة مالية مثلا ويحارب البنك المركزي من استعادة عافيته والاستقلال بقراره .
يرسل قوافل الإغاثة الكثيرة الى اليمن، ويغض الطرف عن فساد يمني سعودي، يسرق لقمة الفقراء من افواههم دون رقابة ولا حساب!
ثلاث سنوات عجاف تعقدت فيها علاقة الشرعية بالتحالف حتى وصلت مستوى غير مسبوق دفع ببعض وزراء الشرعية إلى رفع أصواتهم عاليا أمام تقويض التحالف للشرعية، بل وصل حد رفع الحكومة اليمنية رسالة لمجلس الأمن عدها مراقبون بمثابة شكوى رسمية بالتحالف جراء تحوله من دعم الشرعية إلى محاربتها. وسواء أكانت هذه الأصوات بإيعاز من الرئيس هادي أو بدافع الكرامة الوطنية، فإن علاقة الحكومة مع التحالف، لن تظل كما كانت من قبل اذا لم تراجع الرياض وابوظبي سياستيهما إزاء هذا الشعب الغني بتاريخه وبرجاله كما قال الوزير المستقيل.