الحرب طرفها الاول عصابة انقلبت على الدولة، وطرفها الثاني الشرعية وتحالف من عشر دول بينها السعودية والامارات.
اليوم وبعد أربع سنوات من الحرب يقول المنطق إن دولا هي الأغنى ماليا والأكثر تسليحا في المنطقة يفترض بها أن تنتصر على جماعة انقلابية محاصرة جوا وبحرا ولا تحظى باعتراف دولي او شعبي، لكن ذلك لم يحدث.
بل لازالت مليشيا الحوثي تحقق انتصارات عسكرية وسياسية كان آخرها اجتياح قرى حجور على مقربة من الحدود السعودية، وكسب معركة الحديدة سياسيا عبر عرقلتها تحرير محافظة الحديدة من قبل الشرعية والتحالف
ما الذي يجري في اليمن اذا !
يقيم الرئيس هادي في الرياض منذ مارس ألفين وخمسة عشر ولم يعد إلى العاصمة المؤقتة عدن الا كسائح لا تتجاوز زيارته أياما.
وسواء أكان هادي وراء عدم عودته مع قادة الشرعية إلى عدن أم كان التحالف، فان النتيجة لا تشكل فرقا يذكر – وهي تلاشي الدولة على حساب المليشيات والفوضى.
حتى من منفاه عطل هادي مؤسسات الدولة التي كان يمكن ان تكون أدوات قوة للشرعية، البرلمان الذي اكتمل نصابه القانوني في آخر لقاء له في الرياض عرقل هادي والتحالف انعقاده رسميا في احدى المدن المحررة في الداخل.
والجيش الذي تزعم الشرعية ان قوامه عشرات الآلاف، لم تدفعه لأن يدافع عن قرى قاومت الحوثيين على بعد عشرين كيلو مترا من ثكناته، والاحزاب التي كانت عمود الحياة السياسية أصبحت مشلولة ومختطفة في الرياض، فما الذي تبقى من الشرعية اذا ؟ يتسائل اليمنيون!
بعد خذلان الشرعية لحجور بتلك الصورة المريبة رفع العديد من اليمنيين اصواتهم ضد شرعية هادي، اذ يرى البعض ان الشرعية ليست صكا على بياض وانما التزاما قانونيا أمام الشعب اذا فرطت السلطة فيه فان من حق الشعب – كونه مالك السلطة – أن يستعيدها وأن يحاسب من فرطوا بها كلا حسب موقعه.