أكدت مصادر إعلامية متعددة مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة، جلال بلعيدي، والملقب بـ "أبو حمزة الزنجباري"، مع اثنين من حراسه في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في محافظة أبين.
ويأتي الإعلان عن مقتله بعد مرات عدة، تم الاعلان فيها عن مقتله، فيما يتبين لاحقا عدم صحة المعلومات.
لكن هذه المرة، أكد أحد أقاربه لوكالة أنباء الأناضول، صحة مقتله. وقال خالد بلعيدي، احد اقارب زعيم التنظيم في أبين، إن "جلال بلعيدي لقي مصرعه مع اثنين من مرافقيه في منطقة موجان (80 كم عن أبين) في غارة جوية نفذتها طائرة يعتقد أنها بدون طيار.
وذكر سكان محليون في أبين،، أن بلعيدي لقي حتفه مع اثنين من مرافقيه وهما "محمد بن محمد النوبي، واوسان عمر علوي الفضلي".
ويعد جلال بلعيدي، احد ابرز عناصر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وعين زعيما للتنظيم في أبين، بعد سيطرته على المحافظة في مايو 2011، وسبق له ان نفذ العديد من العمليات ضد افراد الجيش اليمني. ومن أبرز العمليات التي قادها بلعيدي عملية ذبح 14 جنديا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن بعد اختطافهم من حافلة ركاب في الثامن من اغسطس 2014 .
وتحكي سيرته الذاتية وهو المولود في محافظة أبين انتقاله من مجال كرة القدم إلى أبرز عناصر القاعدة الخطرين خاصة خلال السنوات الأخيرة. وكان جلال بلعيدي، حارسا لمرمى كرة قدم يطمح لإرعاب المهاجمين بمهاراته في الذود عن عرينه، قبل أن يتحول الشاب الثلاثيني إلى مهاجم في صفوف تنظيم القاعدة باليمن، حبث أصبح يشكّل رعبا لدولة بأكملها بدلا من بثّ الرعب في فريق مكوّن من 11 لاعبا.
وينحدر جلال محسن بلعيدي المرقشي من قبائل المراقشة في محافظة أبين جنوبي اليمن، إذ يقول أصدقاء له إنه بدأ الاهتمام بحفظ القرآن الكريم عندما بلغ عمره 13 عاما، وأنه كان صاحب شخصية مسالمة مختلفة تماما عن الشخصية العدائية التي بات يمتلكها الآن وتبرزها تسجيلات التنظيم.
وكشف الصحفي الرياضي اليمني شكري حسين أن بلعيدي كان عاشقا للرياضة، حيث التحق بالنادي الأبرز في محافظته نادي حسان، ولعب بفرقه المختلفه، حتى وصل للفريق الأول لكرة القدم عام 2000 - 2001. وعمل بلعيدي بعد انتهائه من دراسة الثانوية العامة في مخبز، في بداية رحلته للبحث عن لقمة العيش. وبدأت مسيرة التحول في حياة بلعيدي الأبيني منتصف العام 2011، فبعد استيلاء عناصر "القاعدة" على مدينة زنجبار في محافظة أبين، تم تنصيب جلال بلعيدي، أميرا لما أسموها بـ" إمارة أبين الاسلامية".
وقال الصحفي والباحث في شؤون "القاعدة" أحمد الزرقة للأناضول "برز الرجل الى الواجهة عندما قام التنظيم بأسر 70 جنديا في أبين، حيث لعب دور الوساطة مع الدولة، وألقى محاضرة شهيرة بالجنود، يحثهم على عدم قتالهم".
واستمرت ولاية بلعيدي على أبين لمدة سنة كاملة، حتى غادرها بعد عملية تطهير للجيش اليمني أطلق عليها "السيوف الذهبية"، ثم بدأ بالتنقل بين محافظات شبوة والبيضاء وحضرموت.
ويرى الباحث الزرقة أن بلعيدي يحاول إثبات ارتباطه بالجناح العسكري للقاعدة من خلال الإفراط بالعنف، حيث تراجع دور "أبو هريرة" و"أبو بصير" كقادة قاعديين، وبرز "جلال بلعيدي" كقائد أبرز في جناح القاعدة العسكري باليمن.
وخلافا لقادة القاعدة السابقين، حرص جلال بلعيدي على الظهور بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو عقب الغزوات التي شنها التنظيم في محافظات يمنية مختلفة.
وفي حزيران 2015، كشفت صحيفة سعودية أن تنظيم "أنصار الشريعة" الموالي لـ"القاعدة في جزيرة العرب"، يعاني من حالة انقسام، أدت لظهور جناح مسلح جديد لـ"القاعدة"، يحمل اسم "داعش" بقيادة بلعيدي.