عادل طه، وهذا هو اسمُه المفروغ من عقدة اللقب والمحسوبية في سجلات الجيشِ الوطني.
الصورة الأكثر تعبيراً عن واقعِ الجندي المخلصِ لمشروعِ الدولة، مَن هزَمتْه ظروفُ المعيشةِ ودفعت به إلى مربعاتِ الهذيان، بعد أن جاءه خبر إخراجِ أسرته إلى الشارع، بسبب عجزِه عن سداد الإيجار المتراكم لسبعة أشهر.
إنه المصير الذي ينتظرُ آلاف المحاربين من جنودِ الجيشِ الوطني، المخذولين بتوهماتِ حكومةِ الشرعيةِ ووعودِها الكثيرة بصرف مرتباتهم المنقطعة منذُ فترة طويلة.
وبينَ هذا وذاك يقفُ هذا الجنديُ المتأهبُ لتصويب رصاصته، عاجزاً عن صنعِ احتمالات النجاة، لكنه لايزال يحلُم .
يحملون رؤوسهم على أكفهم، خلف المتاريس، تحتَ لهيب الشمسِ وقسوة الجبالِ المشتعلةِ بالنار، ثمة مآس كثيرةٌ لجنودٍ يافعين بحلم الدولة، تشكلوا من شقوقِ الحربِ على هيئةِ جيشٍ وطني، فكان بالمقابل خذلانُهم حين صاروا بأرواحهم ورواتبهم نهباً لتجارِ الحرب.