انفردت قناة بلقيس بإجراء أول لقاء تلفزيوني مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر .
إلى نص الحوار كاملاً:
دولة رئيس الوزراء مرحبا بك في هذا اللقاء الخاص .
أهلا وسهلا بكم
** هناك عودة للمرة الثانية للمشاورات اليمنية في الكويت بوساطة قطرية وضمانة الأمم المتحدة.. ماهي طبيعة الضمانات التي تقدمت بها قطر والأمم المتحدة؟
دعني أولا أهنئ الشعب اليمني بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية. هذه الذكرى التي غيرت حياتنا في عام 1990. صحيح أن 26 عاما قليلة في حياة الشعوب لكنها في اليمن، أحدثت الكثير من التغيير وأكدت من جديد أن الشعب واحد. أما فيما يتعلق بالسؤال. الحقيقة هناك إشكالية لا يعرفها إلا قليلون. الحوثيون وصالح لم يقدموا التزاما واضحا بمرجعيات الحوار الوطني الذي تم الاتفاق عليه. هم يقولون للمبعوث الأممي ولد الشيخ أنهم ملتزمون بقرار مجلس الأمن وملتزمون بمرجعيات الحوار الوطني الأخرى. لكن لم يصدر منهم موقف صريح وواضح على طاولة الحوارات. ولذلك عندما وضعت أجندة جنيف الخمسة، الانسحاب وتسليم الأسلحة والترتيبات الأمنية والمسار السياسي والمعتقلين، هم ترددوا ثم رفضوها بوضوح. ثم رفضوها مرة أخرى في الكويت.
هذه المشاورات استغرقت أكثر من شهر. والسبب بسيط وهو أنهم لم يكونوا على استعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكذا مخرجات الحوار الوطني.
** طيب.. على أي أساس ذهب الوفد الحكومي للمشاورات؟
في جنيف 2 بناء على رسالة من الأمين العام التي بناها على تقرير المبعوث الخاص ولد الشيخ. ولكنهم خذلوا الأمين العام للأمم المتحدة. الآن عندما اقتربنا من قضايا الانسحاب وتسليم الأسلحة اتضح أنهم غير جادين فيما وعدوا به الأمين العام للأمم المتحدة أو حتى ما قالوه لوسائل الإعلام. الاقتراب من قضايا السلاح وقضايا الانسحاب هو المحك الرئيسي للنيات الصادقة. إذا كان هناك نية صادقة لعملية السلام والاستقرار في اليمن فهي تبدأ بالانسحاب وتسليم السلاح ثم الذهاب للترتيبات الأمنية والمسار السياسي.
** أين تكمن المشكلة.. هذه المطالب واضحة والكل يطالب بها بينما المليشيا تراوغ، ومع ذلك مازال العالم يطمع أن تستجيب؟
بالنسبة لنا في وفد الحكومة نأمل أن يحدث تغيير في موقف الحوثيين وصالح. ونأمل أن الأمم المتحدة تضغط على الحوثيين وصالح كي يستجيبوا للقرار 2216. ونأمل من الرأي العام العربي والعالمي أن يضغط على الحوثيين وصالح ليستجيبوا لهذا القرار. أثبتت الأيام أن لهم وجهة نظر أخرى هم يرونها هكذا أنهم سيذهبون إلى الكويت لكي يحصلوا على حكومة توافق وطني. السلاح بأيديهم والمؤسسات والعاصمة وبعض المحافظات الأخرى بأيديهم، ويعتقدون أن هذا هو السلام. هذا ليس سلام. هذا ضحك على الذقون. أولا هم لا يملكون القدرة على السيطرة على اليمن. ثلث سكان اليمن هم الآن خارج سيطرتهم. هم مع الشرعية ويقاتلوا الى جانب الشرعية.
** في موضوع السلاح. بالأمس كان الناطق الرسمي باسم المليشيا قال إنهم لم يستطيعوا أخذ السلاح منا بالحرب ولن يستطيعوا أخذه بالحوار.. هذا يعتبر ملخص تفكير الجماعة ؟
هم انكشفوا أكثر أمام الشعب اليمني لأنهم كانوا يكذبون على الشعب ويقولون إنهم ذاهبون لتحقيق السلام ومن شروط السلام ومن مرجعيات السلام أنهم سيسلمون الأسلحة. السلاح لا يجب أن يبقى إلا في يد الدولة. والدولة دائما هي الشرعية. والشرعية الآن هي شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته. وليس هناك شرعيات أخرى. هم حركة متمردة بدأت في 2004 ولا زالت مستمرة حتى الآن. صحيح أن لديها حليفا كعلي عبد الله صالح وبعض قواته الآن. لكن في نهاية المطاف الشعب اليمني هو من سيقرر حسم الموقف.
** إلى أن يقرر الشعب اليمني. هل تعتقد أن العودة للمرة الثالثة لمشاورات الكويت ستفضي إلى نتائج مختلفة؟
الأمر يتعلق بالأمم المتحدة بدرجة رئيسية. فهم طرف رئيسي في هذه المشاورات وهم الطرف الناظم والمنظم لها. وكذلك المجتمع الدولي وبالذات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. يملكون سلطات ويملكون إرادة دولية لجعل الحوثيين وصالح يلتزمون بقرار مجلس الأمن. لكن إذا كانوا يتصورون أننا سننسحب من الكويت لأن الحوثيين وصالح متعنتون. لن ننسحب لأن ذلك ما يريدونه على اعتبار أن الحكومة هي من انسحبت من المشاورات وأنها لا تريد السلام.
** هل هناك سقف زمني محدد.. هل سيبقى الجميع في الكويت إلى الأبد؟
بعض المشاورات في النزاعات العربية استمرت أشهرا. نحن مضى علينا شهر وبضعة أيام وليس هناك مشكلة أن نجلس شهرا آخر إذا كان هناك أمل في السلام . السلام هو في نهاية المطاف الطريقة الوحيدة التي نجعل فيها الاستقرار في اليمن ممكنا. والسلام هو الطريقة الوحيدة التي ننفذ بها مخرجات الحوار الوطني. والسلام له شروطه. لكن ليس من شروطه استسلام الشرعية. وليس من شروطه أن يكون هناك سلاح في يد الحوثيين أو بيد صالح ولا بيد أي طرف آخر. المسألة محسومة في هذا الجانب.
**ربما هناك رهان على المواقف الدولية المتغيرة.. خاصة أن هناك ترويجا حول تسوية سياسية قبل تسليم الأسلحة ؟
لن توضع العربة قبل الحصان. لن يكون هناك تسوية سياسية قبل الانسحاب وتسليم السلاح وهذا الأمر يجب أن يكون واضحا للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة وللحوثيين وصالح وهذا موقف شعبنا وليس موقف الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته. لا يريد شعبنا أن تتكرر المأساة من جديد في اليمن. بقاء السلاح بيد الحوثيين وصالح أو بيد أي طرف آخر مدعاة لحروب واضطرابات جديدة في اليمن.
** هناك حديث يجري ترويجه عن صفقة بين الجانب السعودي والمليشيا للتخلي عن الشرعية وتسوية الملف بشكل كامل بما يضمن انتصار الحوثيين في هذه الجولة؟
اعتقد أن برقية التهنئة من العاهل السعودي للرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة ذكرى الوحدة قد أجابت على هذا السؤال بطريقة مباشرة وضمنية. لن يكون هناك استقرار في المنطقة طالما هناك مشكلات في اليمن. أمن اليمن من أمن الخليج. إذا بقت الاضطرابات في اليمن فهناك تهديد للأمن العالمي. هناك مصلحة يمنية وهناك مصلحة إقليمية ومصلحة دولية في تحقيق السلام. ولا يمكن تحقيق السلام باتفاقات جزئية. لكن نحن نشجع إذا كان هناك بعض التهدئة وإرغام الحوثيين على الذهاب الى السلام، فنحن نشجع على ذلك.
** هل يتم إطلاع الحكومة اليمنية على التفاهم بين الجانبين؟
نعم . مطلعون على كل خطوة.
** لكن هناك تغيير في الخطاب الإعلامي التابع للمليشيا بخصوص السعودية وعدد من الدول. تغيرت حدة الخطاب وأصبح يركز ثقله وحديته على الجانب الداخلي الرئيس والحكومة؟
حتى نحن إذا استجاب الحوثي وصالح للسلام سيتغير خطابنا نحوهم. ليس هذا مقياسا يمكن أن نقيس به المواقف السياسية. دول التحالف لاتزال ممسكة بزمام الأمور العسكرية والأمنية في هذه المعركة. طيران التحالف بقيادة المملكة يقوم بدور إيجابي. هذا هو الموقف الذي يجب أن يقرأ الآن.
** كيف تقرأون الدور الإيراني خلال الفترة الماضية. كان لكم أكثر من تصريح عن دور إيراني واضح في اليمن بينما المليشيا تتنصل الآن من هذا الدور.. هل تراجع دور إيران فعلا أم أنه تكتيك من قبل المليشيا؟
نحن وكل الحكومات اليمنية كانت تقول بأن هناك تدخلا إيرانيا في الشأن اليمني. إيران دست أنفها في كل صغيرة وكبيرة وأنا أتذكر مقولة لرئيس الوزراء التركي " حيث توجد صراعات طائفية ومذهبية فتشوا عن إيران" وأعتقد إذا فتشنا عن إيران سنجدها تحت كل حجر في صعدة وكل منعطف في عمران أو مدينة صنعاء.
إيران للأسف الشديد أثارت الاضطرابات في اليمن بدعمها لحركة التمرد الحوثية وتدريبها آلاف الشباب من الحوثيين وتقديمها السلاح والذخائر لهم وهذا أمر لم يعد يحتاج إلى دليل لأن الولايات المتحدة قد ألقت القبض على السفن المتجهة إلى الحوثيين. ثم هم لا ينكرون هذه العلاقة مع إيران. هم يعرفون ونحن نعرف أن كوادرهم تعلمت في طهران.
إذا لم تكف إيران عن التدخل في الشأن اليمني، فالأمر أعتقد أنه ينتقل الى المجتمع اليمني، إذا كان لدينا حصانة فلن تتمكن إيران من اختراقنا.
الحقيقة هي أننا منقسمون وإيران وجدت فرصة في ظل هذا الانقسام لكي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة. وأنا متأكد أن هذا التدخل سيتوقف عاجلا أم آجلا والشعب اليمني لن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية.
** هناك من يرى أن الاتفاق النووي مع إيران سمح لها بالعودة مجددا وخفف الضغط عليها. وبالتالي التقارب مع أمريكا عزز نفوذ إيران في المنطقة وهو مايشكل ضغطا على السعودية والتحالف في اليمن؟
حتى الآن المجتمع الدولي متماسك تجاه القضية في اليمن وهو متماسك في الاعتراف بالشرعية ولم يتغير موقفه. والرئيس هادي محل دعم من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الآمن. صحيح أن روسيا لم تؤيد قرار مجلس الأمن. لكنها لم ترفضه وحتى الآن مواقف روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا تقف الى جانب اليمن. أنا اعتقد ان مواقف المجتمع الدولي منذ بداية الأزمة داعمة ومتماسكة تجاه الشرعية في اليمن.
** هناك حديث عن تعرض الحكومة لضغوط من قبل سفيرة الاتحاد الأوروبي التي صرحت أنه لابد من دعم الاقتصاد ورفد البنك المركزي.. ما حقيقة مثل هذه المعلومات؟
سمعنا بها. لكن الحقيقة هي أننا قد وضعنا كل الإمكانيات والموارد في يد الحوثيين والبنك المركزي. وقبل بداية الحرب قيل إن الحوثيين سيحافظون على حيادية البنك المركزي وإن الهدنة التي سموها هدنة اقتصادية سوف تنجح في الحفاظ على اليمن قبل أن ينهار اقتصاديا. لم يثبت الحوثيون حسن نية وتصرفوا بثلاثة الى أربعة مليارات دولار، هي الاحتياطي النقدي في البنك فانهار الريال وهو يعاني صعوبات كبيرة. فوق هذا هم لم يعودوا قادرين على دفع المرتبات في المناطق التي يسيطرون عليها وفوق هذا أيضا أوقفوا موازنات تشغيلية للخدمات العامة كالكهرباء والمياه والمجاري. لم يثبتوا أنهم أهل للثقة التي وضعوا فيها.
** من كان صاحب فكرة حيادية البنك المركزي وكيف يمكن الثقة بحياديته؟
كانت هناك أفكار ولا اعتقد أنه من المهم معرفة فكرة من. المهم أن الآثار التي ترتبت على هذه السياسة كانت كارثية بالنسبة لليمن بشكل عام.
** كيف يمكن معالجة تداعيات هذه القرارات.. هناك مخاطر خلال الفترة المقبلة وربما نحن كما تقول التقارير الدولية على شفا المجاعة؟
نحن أبلغنا المجتمع الدولي أننا لن نستطيع الاستمرار في هذه السياسة. لابد أن يفهموا أن الحوثيين قد ارتكبوا حماقات كبيرة فيما يتعلق بالتصرف بالاحتياطي النقدي في البنك المركزي وتصرف كهذا مخالف لما تم الاتفاق عليه مع الحكومة السابقة فيما يتعلق بالهدنة الاقتصادية وفيما تعهدوا به للمؤسسات النقدية الدولية. تصرفوا على نحو أساء للسياسة النقدية في البلاد وللجتمع الدولي. لقد أبلغنا جهات كثيرة إقليمية ودولية بأن هذا الوضع غير قابل للاستمرار. هناك مجاعة حقيقية سوف تحصل في اليمن. هناك انهيار اقتصادي وانهيار مالي. ولا بد من وقف هذا الانهيار. كيف ندرس هذا المسار.
** الى الآن لم تتضح لديكم رؤية. كيف بالإمكان إيجاد حلول . هل لديكم أفكار من قبيل نقل البنك المركزي؟
لدينا جملة من الافكار. لكن هذه المسألة مرتبطة بأطراف عديدة وبترتيبات مالية واقتصادية ولا بد أن تتم قبل أي خطوة يتم الإقدام عليها. نحن نفضل لو أن هناك اتفاقا وطنيا عاما شاملا حول هذه المسألة. لكن كيف نتفق مع أناس يتكلمون عن الحيادية وفوق هذا يتدخلون في أمور البنك المركزي يوميا وبصورة هم يأخذون شهريا على الأقل وباعتراف محافظ البنك المركزي خمسة وعشرين مليار ريال شهريا.
** هل تتوقعون خروج الناس في مسيرات أو مظاهرات أو ثورة جياع قادمة؟
كل شيء محتمل. كل السياسات التي تؤدي الى إفقار الناس هي تكون محل رفض أيا كان مصدرها. إذا كان الناس اليوم يتظاهرون في عدن من أجل الكهرباء فشيء طبيعي أن يتظاهروا غدا من أجل اليمن ومن أجل حياتهم ومستقبلهم.
** دولة رئيس الوزراء كنا تحدثنا عن عدن وكان هناك جملة من الاحتجاجات على الخدمات ومؤتمر صحفي للمحافظ ودعا الحكومة للعودة وممارسة خدمة الناس.. هل لديكم موعد محدد لعودة الحكومة؟
الحكومة ستعود قريبا إلى عدن إنشاء الله.
** لماذا تأخرت عودة الحكومة حتى هذا الوقت؟
الحكومة عمرها شهر وقليل.. والوقت لا يزال مبكرا للحكم عليها وهناك الكثير من القضايا التي نتابعها حاليا ومنها قضية الكهرباء وقد قطعنا شوطا
هناك وعدين بشأن قضية الكهرباء الأول من الأخوة في قطر سواء في عدن او بقية المحافظات ولدينا وعد آخر من الإمارات وأنا عندي شعور بأن هذه الوعود ستنفذ قريبا وأتمنى أن تكون قبل رمضان.
لكن من باب الاحتياط نحن أيضا نفكر بشراء طاقة ولو أنه يعتبر إهدارا للمال العام ولكن نحن اصبحنا أمام خيارات أما أن نوفر الكهرباء للمناطق الساحلية أو لا يكون.
**هل لديكم الأموال لشراء الطاقة؟
سنفعل المستحيل لكي يكون لدينا مال لشراء الطاقة وتوفير الكهرباء للناس.
** هناك بعض التساؤلات بشأن الحكومة صدر قرار بشأن تعيينكم على رأس الحكومة وحتى الآن هل لديكم خطة لإعادة تشكيل الحكومة أو لتكليف وزراء خاصة وأن هناك وزراء غير موجودين وحتى الآن لم تقوموا بتقديم برنامج للحكومة؟؟
في الحقيقة هي كل هذه المسائل تستدعي بعضها من عودة الحكومة إلى عمل برنامج واضح كل هذه المسائل ستحضر خلال الأيام القادمة، ونحن خلال هذه الظروف المعقدة نعمل بالممكن.
** هل يمكن أن تقوم الحكومة بمهامها من خلال هذا الفريق الواسع؟ لماذا لا يكون هناك حكومة طوارئ مثلا؟
يؤخذ بمثل هذه الحكومات خاصة في البلدان التي تعيش وسط نزاع داخلي وحروب وقد نأخذ بهذه الفكرة لكن ليست مطروحة.
ونريد خلال هذه المرحلة أن تحقق المشاروات في الكويت تقدما فإن لم تحقق فلكل حادث حديث.
** الهاجس الأمني هو كان التحدي الأكبر ولا يزال هل هناك خطوات عملية أنتم بصدد القيام بها مثل إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية؟
نعم بالعفل تجري الآن عمليات بناء للكثير من المؤسسات وصحيح أننا نواجه صعوبات لأن بعض المناطق التي تحررت لا تزال فيها بعض الاضطرابات الأمنية والمكلا مثلا تحررت قبل أيام ومن المؤكد أن الأجزاء التي حطمها الحوثيون على الشرعية تحتاج الى وقت لأن الهدم سهل والبناء يحتاج لوقت.
هناك كوادر في اليمن وشعب عظيم يريد البقاء والحياة ونعول عليه في بناء اليمن.
هناك مسألة شائكة ربما تتعلق بصعوبة المرحلة القادمة وهناك مناطق محررة كثيرة لكن لاحظ بأنه لا يوجد أداة للربط بينها فمثلا مأرب منفصلة عن حضرموت وغيرها هل لديكم رؤية لإستعادة الدولة؟
من قال هذا الكلام، صحيح أن وزير الدفاع لا يزال في سجون المليشيا لكن هناك رئيس هيئة أركان تخضع له كل القوات المسلحة أينما وجدت وهناك قيادة عربية مركزية تخضع لغرفة عمليات مركزية مشتركة وليست الأمور بهذه الصورة.
** يتساءل البعض هناك بعض المسؤولين من أصول شمالية لا يستطيعون العودة إلى عدن وممارسة مهامهم حتى خلال الفترات السابقة؟؟
ليس الجميع وربما أن البعض لم يتح له فرصة العودة والذهاب الى هناك أما أنهم منعوا فلم يمنعهم أحد وهناك بعض الذين يرفعون شعارات متطرفة ليست لديهم رغبة في بقاء الوحدة وليس فقط مجيء بعض الوزراء من المحافظات الشمالية وهؤلاء لا يمثلون كل أبناء الجنوب.
العنف دائما لا يولد سوى العنف ومن يريد أن يفرض وجهة نظره عن طريق العنف في نهاية المطاف سيقود البلاد الى مزيد من العنف.
** بعض الناس توقعوا أن يكون هناك احتفال بذكرى الوحدة لكنه رسميا وشعبيا لم يكن هناك أي احتفال ولا أي مظاهر بالعكس ربما كان تعميم لبعض المناطق بإلغاء هذه المناسبة؟؟
نعم في مديرية واحدة أحدهم تجرأ وقال لموظفيه لا تحتفلوا بهذه المناسبة لكن هل يلغي هذا المناسبة، الرئيس هادي ألقى كلمة بالذكرى وأنا تحدثت في مجلس الوزراء عن هذه المناسبة وهنأت الشعب بهذه المناسبة.
لا يجوز أن نعمل احتفالا كبيرا في الرياض بمناسبة الوحدة وليس منطقيا ولكننا نفكر في القيام بأعمال كبيرة خلال الأيام القادمة في مناطق عديدة وقلت سابقا بأن المناطق التي تحررت لا تزال تخضع لجملة من الاضطرابات فهناك القاعدة وهناك داعش وهناك متطرفون يزرعون الفتن في البلاد ولكن في جميع الأحوال هناك شعب يريد الحياة.
التقيت بكوادر وأعضاء مجلس النواب والنخب من الأقاليم الخمسة ولدى الجميع مطلب واحد وهو أن نعلن عن الإقاليم وانا متأكد أن الرسالة قد وصلت إلى الرئيس ومن المؤكد بأنه يفكر بشيء من هذا القبيل.
ليس هناك من مخرج سوى أن نذهب نحو ما اتفقنا عليه وما أجمعنا عليه وهي دولة اتحادية من ستة أقاليم وقصة أن البعض يريدها من إقليمين فهذه مسألة قد خضعت للنقاش في الحوار الوطني وهذه الجزئية تتعلق بفريق بناء الدولة لكنها أحيلت الى فريق القضية الجنوبية لحساسية الموضوع.
فكرة الإقليمين هي دعوة للتشطير والانفصال مرة أخرى والشعب اليمني لم يكن في يوم موافقا على سلوك من هذا النوع وكذلك بقية الأفكار.
إذا اصبحت ثلاثة أقاليم فسيكون الأمر طائفيا وفكرة الأربعة أقاليم لن يكون عادلا للمحافظات الشمالية وخمسة أقاليم لن تكون مريحة فتم اختيار الستة الأقاليم لكونها الأنسب بناء على هذه الأسباب.
مظلمة الجنوب لا بد من معالجتها وهناك نقاط تم الاتفاق عليها وإذا تم معالجتها فسيقبل الناس بفكرة الأقاليم.
** خلال الفترة الماضية شاهدنا أن عددا من القيادات السياسية المحسوبة تاريخيا على الجنوب عادت مجددا للحديث عن الانفصال واستعادة الدولة بينما هي ما زالت خارج الواقع فهل تستند الى قواعد شعبية حقيقية ودعم دولي؟؟
لنقل بأن هؤلاء ليس لهم وجود وأنه لا أحد يقف الى جانبهم فنحن مخطئون ونكذب على أنفسنا الذين يدعون للانفصال لديهم من يؤيدهم في الشارع الجنوبي والذين يتمسكون بالوحدة والشكل الاتحادي لديهم من يؤيدهم والشعب اليمني بشكل عام يؤيدون هذه الفكرة لدولة اتحادية جديدة وهو من سيحسم هذا النقاش.
ليس من المنطقي إطلاقا اليوم أن يقال لمواطن يمني إرحل من عدن أو حضرموت او من صنعاء سيكون هذا كارثة علينا جميعا إذا قسمنا الناس على هذا الأساس ويمكنك ان تحاكم المواطن اذا ارتكب خطأ لكن ليس بإمكانك أن تنفذ عليه مثل هذه العقوبة بالترحيل والعالم كله لا يوجد فيه عقوبة تقر لك بحق طرد المواطن من أي مكان في الوطن الواحد.
**من المستفيد من هذه النزاعات؟؟
المستفيد هم الحوثيون وصالح ومع الأسف الذين يمارسون أعمالا مخلة بوحدة البلاد هم يقدمون الخدمات لعلي عبد الله صالح والمهمة الرئيسية اليوم هي كيفية هزيمة الانقلاب وبعده يمكن مناقشة كل شيء.
** موضوع تحرير تعز تأخر كثيرا وهناك دمار شبه كلي ووضع إنساني مريع أين هي تعز من اهتمام الحكومة؟؟
تعز هي قلب اليمن هي الوحدة والحديث عنها لا يكفي وهي عنوان الصمود وتعز غيرت الصورة التي كان يتحدث عنها تاريخ بلادنا خلال الفترات الماضية تعز غيرت مسار الأحداث وغيرت حتى وعي ونظرة المجتمع وتعز الآن تقاتل من أجلنا جميعا وأنا متأكد من أنها ستنتصر وسيندحر الحوثيون وصالح منها.
** هناك قوات موجودة على أطراف المحافظة وهناك الكثير من الحديث الذي قيل لتحرير المدينة هل لديكم خطة عسكرية لتحرير المدينة؟؟
من يتصور ان تعز ستستلم فهو واهم هذه مدينة أبية وفيها بدأت حركة الأحرار وفيها بدأت عمليات التنوير وبدأت الثقافة الجديدة والوحدة بدأت من تعز وهي التي احتضنت جميع الأحرار وإذا تصور الحوثيون أنها ستسقط بيدهم فهم واهمون.
وستجد تعز متنفسا خلال الأيام القادمة أن التغيرات كبيرة على الساحة.
** هناك من يعتقد أن هناك اختلافا بين دولتين من دول التحالف على موضوع تعز.؟؟
هذا الحديث غير صحيح.
** هل تتوقعون بأنه خلال الأيام القادمة سيكون هناك تحرك من أجل تعز ؟؟
بالطبع إذا أردنا النصر فلنبدأ من تعز.
** بالانتقال الى محافظة البيضاء هناك مشكلة كبيرة دكتور وكان هناك قرار من الخارجية الأمريكة باعتبار محافظ البيضاء في قائمة الإرهاب؟؟
نعم سمعنا هذا من وسائل الإعلام ولم يصلنا في الحكومة بشكل رسمي.
** ما وضعكم في المؤتمر الشعبي العام هناك عدد كبير من القيادات أصبحت خارج المؤتمر الشعبي العام وخارج اليمن هل لا يزال الجناح الموجود في اليمن هو القادر على التحكم بزمام الأمور أم الشرعية ذهبت في اتجاه آخر؟؟
حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم أصبح مؤتمرين اليوم في التوجه وفي القيادة هناك قيادة في صنعاء وتأثير لعلي عبد الله صالح وهناك قيادة في الرياض تقف الى جانب الشرعية والصراع داخل المؤتمر يجري حول من سيكتب التاريخ أنه وقف الى جانب الشعب اليمني والأيام القادمة ستقوم بعملية فرز داخل حزب المؤتمر الشعبي العام.
** يقول البعض بأنه تم تسليم الجمهورية للإمامية عن طريق المؤتمر الشعبي العام؟
نعم ليست عن طريق ولكن عن طريق دعم علي عبد الله صالح وأعوانه للزيدية الجديدة بصورتها الحوثي الحالية وتعاونوا مع بعض واحتلوا صنعاء ولا يوجد عاصمة تحتل خلال ساعات لأن هناك حرسا جمهوريا دعم الحوثيين.
لم يكن الحوثيون يستطيعون التقدم نحو تعز وعدن لولا دعم الحرس الجمهوري الذي ساندهم.
** ما هو تأثير قيادات المؤتمر في الخارج على المؤتمر في الداخل؟
هم يحاولون في صنعاء بانه أصحاب القرار وهم يتمتعون بتاثير بحكم المال لكن عندما شاهدت انا هذا في صنعاء قلت لهم لا تستخدموا أهلنا لأنكم لستم على حق.
أعضاء المؤتمر الذين يقفون مع الجمهورية هم على الحق وغيرهم فإنهم يقفون مع الإمامة وضد إرادة الشعب اليمني ومع التخلف والعبودية.
** هل أنتم راضون على السياسة الخارجية اليمنية؟؟
نحن لا نستطيع أن نحكم الآن لأن المؤسسات لا تعمل حاليا ويجب أن تعود الحكومة وطبعا هذا يحتاج الى وقت طويل.
** الناس بحاجة الى من يقترب منهم كيف بالإمكان أن نؤثر على الناس وهناك فجوة كبيرة بين الشارع والأداء الحكومي؟؟
من المنطقي إذا طالبنا أن يكون للوزراء سلطات كتلك التي كانت لهم قبل سنة فسنكون مخطئين؟
** ماذا عن إعادة الإعمار وتخصيص مبالغ لهذا الموضوع وهل أصبح هذا الملف جاهزا؟
نعم الإعمار قضية كبيرة والإعمار لن يتم إلا إذا تم الاستقرار وتحقيق السلام في غاية الأهمية وفي نهاية المطاب سنذهب الى السلام ومعه الإعمار ونحن حاليا نركز على الإغاثة.
** هل أنتم جاهزون للعودة الى العمل العسكري في حال تعثر العمل السياسي.
أقولها بوضوح نحن نريد السلام وليست الحرب هدفا لنا. ولكن هدفنا في نهاية المطاف محاربة الانقلابيين ولدينا إرادة إقليمية وإرادة دولية وسوف نستخدمها لدحر الانقلاب والعودة إلى صنعاء واستعادة الدولة.
شكرا جزيلا دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر على تخصيص هذه المساحة من وقتكم لهذا اللقاء .
شاهد: اللقاء الكامل لقناة بلقيس مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر(فيديو هنا)