قال تقرير نشره موقع "روسيا اليوم" ان مهارة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في التحكم بالسلطة وإتقانه فن المراوغة واستماتته في البقاء ظهرت بوضوح في مناسبات عدة.
وأضاف التقرير أنه من بين جميع دول الربيع العربي التي تغيرت أنظمتها، انفرد اليمن بحالة خاصة، حيث بقي رئيسها السابق لاعبا رئيسا في الأحداث هناك بعد خروجه من السلطة.
وأشار التقرير إلى ان صالح استمات في القتال ونجا من هجوم على القصر الجمهوري في صنعاء وخرج من السلطة بحروق شديدة وترك منصب الرئاسة، لكنه "لم ييأس وعاد من جديد إلى صدارة المشهد الفوضوي والمأساوي في بلاده، وهذه المرة للمشاركة في الصراع وفي قيادة الأزمة في بلاده بفضل قوات الصفوة المرتبطة به".
كما أشار التقرير إلى تحالفه مع الحوثيين والدخول معهم في مواجهة مع السعودية مؤخرا.
وقال التقرير "يمكن القول إن صالح سبب الكثير من المتاعب للسعودية ولدول الخليج الأخرى. وعلى الرغم من أن المشير يوضع خلف نظراء له في المنطقة تميزوا بشخصيات دكتاتورية قوية مثل صدام حسين والقذافي، إلا أنه فاقهما في مهارة اللعب على المتناقضات الداخلية والإقليمية وفي القدرة على المراوغة والخروج بأقل الخسائر من أسوأ الأزمات".
ويتابع التقرير "لقد خلط المشير اليمني العنيد أوراق اللعب في المنطقة برمتها بتحالفه مع الحوثيين وإفساحه الطريق أمامهم للسيطرة على صنعاء والهيمنة على البلد، الأمر الذي دفع الرياض لاحقا إلى إطلاق عاصفة الحزم، إطلاق عمليات جوية ضد الحوثيين وقوات صالح، ومن بعد دفعت بقوات برية مع دول أخرى إلى هناك".
وأوضح التقرير ان حرب اليمن الدائرة الآن تبدو أكثر فتكا وتداعياتها أشد من سابقتها. وختم التقرير تساؤله بالقول "فمن سيصفي حساباته مع الآخر على أرض اليمن الذي لم يعد سعيدا منذ قرون طويلة؟ المشير المراوغ وحلفاؤه الحوثيون أم السعودية القلقة على مستقبلها من كل ما يحدث في المنطقة من تقلبات؟".