قال سفير اليمن في بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان ان ما يحدث في اليمن هو نموذج حي لتنفيذ لمشروع تفكيكي خلفه إيران.
مذكرا بما شهدته اليمن من عملية سياسية وحوارا ناجحين خلال الفترة الماضية.
وأضاف أنه عندما بدا أن المشروع الوطني على وشك أن ينشئ الدولة الوطنية تلبية لثورة فبراير 2011 تدخلت إيران عبر تحالف الحوثيين والرئيس السابق صالح لإجهاض هذه العملية التاريخية.
جاء ذلك في مداخلته في لقاء المائدة المستديرة حول الشرق الأوسط في مقر مجلس العموم البريطاني والتي نظمها "لقاء مجلس المحافظين" وشارك فيها عدد كبير من المهتمين بشئون الشرق الأوسط.
وقال ياسين سعيد نعمان "لا نستطيع أن نقول هنا أن التدخل يأتي ضمن خارطة الصراع السني الشيعي، وإنما جاء في سياق تكسير المشروع الوطني وإغراق البلاد العربية في الحروب والصراعات والتفكيك".
معتبرا أنه من الصعب ترسيم الحدود الأيديولوجية بين السنة والشيعة حتى في صيغتها المتشددة التي ينجذب اليها المتشددون ممن يعملون على تأسيس قاعدة فكرية للصراع مستقلة عن الأسباب السياسية والأقتصادية.
وقال ايضا "إن الصراع في المنطقة العربية يتعدى الخلافات التقليدية التي عرفت في تاريخ العلاقة بين السنة والشيعة، وأن ما تشهدة المنطقة هو صراع ينطلق في الأساس من حقائق سياسية واستراتيجية حيث تعمل إيران على توسيع نفوذها في كثير من البلاد العربية وتكريس نفسها كقوة فوق الأقليمية".
وأشار الى أن السنة والشيعة عاشوا قرونا طويلة وناضلوا معا في أكثر المراحل تعقيدا من أجل المشروع الوطني في أكثر من بلد عربي، وعندما تعرض هذا المشروع للتخريب لأسباب ارتبطت بسوء إدارته ، بدأ الأخرون بتنفيذ المشروع الأخر البديل وهو المشروع التمزيقي الطائفي الذي وجدت فيه إيران فرصتها للانقضاض على الدولة الوطنية بتوظيف الجيوب التي رعتها في هذه البلدان كما حدث في اليمن والعراق ولبنان، أو بدعم نخب الحكم التي فشلت في إدارة المشروع الوطني كما حدث في سوريا.