اليمن البلد الذي كان على أعتاب الإنتقال للمستقبل بعد حوار استمر أكثر من عام عاد للوراء اكثر من نصف قرن ليصبح اسيرا للخوف والجوع والأمراض والإمامة الجديدة.
مازالت صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي سقطت في قبضة ملالي طهران وفشلت كل الجهود المبذولة لانتزاعها من براثن ولاية الفقيه بسبب الانحراف الذي رافق عملية الإنقاذ وخروجه عن أهدافه لخدمة اهداف أخرى.
مثلت الازمة اليمنية اختبارا حقيقيا للدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن ولمصداقية القرارات الأممية المتخذة ضد اطراف الانقلاب والتي لم تتجاوز الحبر الذي كتبت به.
تغير المبعوث الى اليمن مع بداية الانقلاب ولم يتغير أداء الأمم المتحدة او مجلس الامن الذي اكتفى بالاطلاع الدوري على تفاقم الازمة وتحولها لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
على المستوى السياسي تعطلت لغة الكلام وأصاب الصمم اذان العالم عن سماع أصوات الضحايا المتساقطين على امتداد الخارطة اليمنية برصاص وقذائف المليشيا والغامهم المزروعة في الاحياء والطرقات وعلى مداخل القرى والمزارع.
استمر تآكل النخب السياسية والمؤسسات التي اسقطها الانقلاب أصيبت في مقتل واستمر الصراع محصورا في عدة جبهات عسكرية بينما على تواصل عقم الحلول السياسية.
ترافق مع ذلك ظهور مشاريع مختلفة عن الأهداف المعلنة لدول التحالف وبدأ وكأن اليمن لم تعد سوى ثور ذبيح امتدت اليه السكاكين في لحظة سقوط يريد كل طرف التهام اكبر حصة لنفسه.
الرئاسة اليمنية خيط الشرعية الوحيد المتبقي توزعت الأطراف الإقليمية والمحلية اضعافه وانتزاع صلاحياته، ومازال رئيس البلاد غير قادرا على العودة لعاصمة بلاده او أي منطقة أخرى بسبب تعارض وجوده مع إرادة ومصالح الطرف الاماراتي الذي يسعى لفرض واقع مغاير لذلك الذي تعهد الرئيس هادي بفرضه.
ما بين طهران والرياض وابوظبي وبيروت ومسقط تكاد اليمن تتلاشى في قبضة العنف والفوضى وجولات صراع قادمة يبقى فيها اليمنيين مجرد بيادق في صراع إقليمي وان بدماء يمنية.
وتبقى اليمن حاضرة كوصمة عار في الضمير العالمي الذي لا يعبأ بغير مصالحه وحسابات الربح والخسارة في بورصة صراع المصالح الذي غالبا لا يهتم بالضحايا.