ليس في صنعاء غير الدخان الأسود والبارود والشهداء بالعشرات، ببساطة كان يوم اسود عاشته العاصمة الجريحة مرتين بسلطة الانقلاب التي باشرت بتغذية الحرب وقصف التحالف الذي خلف ما يزيد عن مائة وأربعين شهيد ونحو خمسمائة جريح.
فرغت القاعة الكبرى من الرجال، امتلت بالخوف والرعب والضحايا، سبت اسود في صنعاء وبات فيه لكل يمني او صنعاني نصيب من الوجع.
غمست الحادثة الجميع في لجة من الحزن، العاصمة اليوم اكتوت بنيران الحرب كغيرها من المدن فلا مكان ولا موطئ قدم الا وفيه جزء من فقيد وصراخ من فاجعة لا كلام يقال الصورة ابلغ من وصف الكلمات
مستحيل ان تسمح الحرب للحياة ان تتنفس هكذا تقول لنا الصورة القادمة من صنعاء وتعز والحديدة وشبوة
لقد أنهكت البلاد الحرب، ضج الناس في كل مكان، فالحرب أصلا مولعة بالضحايا، ومنذ متى كانت الحرب بلا وقود من البشر
في غيبوبة طويلة ذهب المكابرين بالوطن وليس بأخلاق الفرسان المحاربين ولكن بضئالة القتلة، حتى بات الفعل الناصع للفاعل أيا يكن الهدف يتجسد في هذه الجريمة المدوية هنا في القاعة الكبرى او الحادثة الكبرى لا فرق.
ما كان اشبه بقاعة عزاء تحول الي عزاء مكتمل في أكبر جريمة ربما حدثت بلا مبررات.
هل اعتادوا لمثل تلك المشاهد وهل تعود القاتل ان لا يرى ما دونه سوى هدف، يصلح ان تفتح الأسئلة أبوابها على مصراعيها، لان يد القاتل لا تهتز ابدآ، ضميره لا يتحرك، يبقى على مسافة من الضحية يراقب، هذه المسافات المشؤومة التي يتخذها الساسة والجماعات الآن، متورطون بتدمير البلد واشعال الحريق
وهكذا تكامل العجز السياسي او ما يعرف بلغة الواقع بمكايدات فشل السياسيين ونزوات حرب العسكريين ليخلف كل هذه المآسي.
تهالك الاخلاق خصوصا في الحرب يكاد يحول الوطن الي حطام، والنقمة العارمة في صنعاء ضد تحالف الخارج هي نفسها في تعز وعدن وشبوة ضد تحالف الداخل وبين هذا وذلك يسقط الجرحى ويثوي الشهداء في رحاب الخالدين.