على ما يبدو فإن عجلة الدبلوماسية اليمنية في طريقها للعودة إلى الدوران من جديد بعد طول توقف وفقدان الحكومة على السيطرة عليها وعلى أدائها.
منذ مطلع عام 2011 والدبلوماسية اليمنية تعاني من الشلل بسبب عدم قدرة الحكومة على اجراء حركة تنقلات دبلوماسية بعيدا عن المحاصصة وتقاسم السفارات في الخارج التي كانت ومازالت أحد أهم أدوات الرئيس المخلوع وحلفائه الحوثيين في عملية التواصل مع الخارج وتحقيق مكاسب على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
أكثر من خمسة وثلاثون سفارة وبعثة دبلوماسية تخلو من منصب السفير والأداء الدبلوماسي مشلول فيها وبقية السفارات الأخرى مازال الكثير منها يدين بالولاء للرئيس المخلوع وتستلم مخصصاتها من ميزاينة الدولة التي تسيطر عليها المليشيا.
وزارة الخارجية في صنعاء خاضعة كليا لسيطرة المليشيا وتحاول الشرعية استعادة السيطرة عليها من جديد عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات ابتدأت بفتح مكتب للوزارة في العاصمة المؤقتة عدن وتعيين وزير جديد للخارجية.
أول تحرك دبلوماسي للوزير الجديد كان للبحث عن تمويل لنشاط السفارات في الخارج وتحريرها ماليا من سطوة المليشيا وهو ما يمكن الرئيس هادي والحكومة التي يرأسها نائبة خالد بحاح من التحرك بحرية اكبر وسد الفراغ الدبلوماسي وتعيين سفراء جدد يكون ولاءهم للشرعية وليس للمليشيا كما قال وزير الخارجية.
تحركات الوزير الجديد توجتها زيارة نائب الرئيس الى الدوحة التي وعدت بالتكفل بدفع مرتبات الدبلوماسيين العاملين في السفارات اليمنية في دول العالم. ليس الهدف مجرد دفع الرواتب كما جاء في سياق الرسالة لكن الهدف أكبر يقول مراقبون أنها خطوة في سياق تحرير اليمن الدبلوماسي من أدوات المخلوع والحوثيين، وإنعاش للدبلوماسية المحتضرة.
أكثر من خمسة ثلاثين سفارة وبعثة دبلوماسية يمنية في مختلف دول العالم تشهد فراغاً في منصب السفير, على خلفيه الأزمة المشتعلة في البلاد والسطو على الدولة ومؤسساتها بينها دول مهمة وكبرى مثل أمريكا, فرنسا, الصين, اليابان, وتركيا. ومثلما تعتزم الشرعية تفكيك أدوات صالح الأمنية والعسكرية والسياسية تعمل كذلك على المستوى الدبلوماسي.
فقد توجت المهمة في السابع من ديسمبر الجاري حيث عين الرئيس هادي سفيراً جديدا لدى الامارات بدلاً عن نجل المخلوع. مراقبون رأوا أن استعادة السيطرة على الدبلوماسية اليمنية وانعاشها، تتطلب اتخاذ جملة من التدابير، أهمها التخلص من أدوات المخلوع والحوثيين المزروعة فيها. وكذا بعض الأدوات التي ما تزال تمارس نفس الأساليب والوسائل القديمة.