اليمن بين مسارين احدهما عسكري والأخر سياسي يتوقف احدهما فيتحرك الاخر بوتيرة عكسية، لا أحد يسيطر على الأرض ولا الأفق القريب اكثر وضوحا ، سباق بخطوات لاتعرف مايحمله الغد القادم من بين أضلاع الصراع.
من وسط الشتات الطويل مازالت الحلول تلوح خجلى وغير واثقة في إمكانية كسرها حاجز الفراغ الذي ساقت المليشيا وحليفها المخلوع البلاد إليه ذات نزوة قادت البلاد لمحرقة التهمت الأخضر واليابس ودمرت جسور العبور الى المستقبل.
مدينة عدن كانت نهاية البداية التي حاولت المليشيا عبرها إعادة الماضي للتموضع والتموقع على سدة حكم البلاد كرة أخرى، ولم تدرك ان الخروج من الباب لايعني إمكانية العودة من النافذة.
عدن التي عايشت أنواع مختلفة من الصراع وعرفت امزجة المتصارعين جميعهم باتت اليوم على موعد حقيقي لتصبح المدينة التي انقذت البلاد عبر سلسلة من الإجراءات التي بدأت القيادة الشرعية اتخاذها لسحب البساط من تحت اقدام المليشيا.
عودة الرئيس هادي الى عدن مع عدد من الوزراء والقيام باتخاذ عدد من الخطوات الإجرائية الرامية لاستعادة الدولة حدث تأخر طويلا غير انه دليل على أن الفرصة مازالت مواتية لأحداث فارق على الأرض.
نقل مؤسسات الدولة تدريجيا الى عدن التي أعلنت كعاصمة مؤقتة للبلاد خطوة لها مابعدها وهي مؤشر على ان الصراع بدأ الدخول في مراحل اكثر جدية والانتقال الى مستويات أعلى هو سباق على الميدان وعلى الموارد وقصقصة أجنحة وأدوات المليشيا.
في البداية كان هناك قرار وقف الإيرادات الخاصة بالنفط والغاز الى البنك المركزي تلى ذلك افتتاح الترتيب لنقل وزراه المالية والمؤسسات المالية التابعة لها الى عدن واليوم قرار بنقل هيئة استكشاف وإنتاج النفط رسميا الى مدينة عدن من الأسبوع المقبل.
العنوان العريض للصراع سيكون اقتصاديا وهو مايستلزم إعادة فتح قنوات الاتصال مع العالم الخارجي والذي لن يتم الا عن طريق إعادة تأهيل مطار ليبدأ في استقبال الرحلات ونقل هيئة الطيران الى عدن التي سيبدأ مطارها تدشين اول رحلاته الجوية المنتظمة انطلاقا من اليوم الجمعة.
من شأن هذه الخطوات تقوية وضع الرئيس هادي والحكومة على الأرض وتحفيز العالم على البدء بإعادة البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإنسانية الى عدن وه مايعني استقرار الحكومة الدائم في المدينة والعمل على متابعة الملفات والتحديات الأمنية العالقة سواء داخل المدينة أو في المناطق المحررة بالإضافة للإسهام الفاعل في إعادة ترميم الحياة السياسية والمدنية في البلاد التي لم تعد تعرف معنى الفرح منذ اكثر من عام تحولت خلاله الى مأتم كبير يسكنه الحزن واليأس.