من عدن إلى سيئون رحلة شاقة أخرى خاضتها الشرعية لضمان انعقاد المجلس المستعاد في عاصمة البلاد، لكن طرفاً في التحالف وهو الإمارات عمل ما بوسعه لجعل هذا الأمر غير ممكن في هذه المرحلة.
لم تقل أبوظبي شيئاً بهذا الخصوص لكن أدواتها تكفلوا بالتعبير عن مخطط إجهاض البرلمان ومنع عودته إلى صفوف الشرعية، فهددوا باستخدام الترسانة التي زودتهم بها أبوظبي لمواجهة خيار انعقاد البرلمان في العاصمة السياسية المؤقتة للبلاد.
وفي سيئون لم ييأسوا من إمكانية تعطيل جلسة البرلمان لكن قلة نفوذهم وتدني إمكانياتهم الأمنية والعسكرية في وادي حضرموت أظهر المجلس الانتقالي التابع للإمارات كياناً معزولاً إلا من مسيرة يتيمة لا تأثير لها.
اتحد المجلس الانتقالي والحوثيون في مهمة إفشال البرلمان واستخدمت التقنية نفسها في تهديد بيئة المكان الذي يشهد حالياً انعقاد مجلس النواب.. فقد تمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط طائرتين مسيرتين لم يحسم الجدل حتى الآن بشأن مطلقيها وعما إذا كان الحوثيون أم أطراف أخرى وراء إطلاقهما على مدينة سيئون.
فقد سبق لنائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك أن أطلق عشية انعقاد البرلمان في هذه المدينة تهديدات تضع هذا المجلس في مرمى الاتهامات بشأن الوقوف المحتمل وراء تسيير هاتين الطائرتين الهجوميتين على سيئون.
لهذا الهجوم المزدوج الذي يشنه الحوثيون والانفصاليون على مجلس النواب له ما يبرره فلهذا المجلس دور مفصلي في آلية انتقال السلطة في البلاد، ففي حال شغور منصب الرئيس فإن رئيس المجلس هو من يتولى الرئاسة المؤقتة لفترة ستين يوماً قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد.
قبل اجتماع المجلس في سيئون وانتخاب هيئة رئاسة جديدة كانت رئاسة المجلس السابقة الموجودة في صنعاء هي المؤهلة وفقاً للآلية الدستورية لتسلم السلطة في ظل شغور منصب الرئيس، لكن ذلك لم يعد ممكناً الآن.
لكن المراقبين يرون أن التئام المجلس بحضور الكتلة الجنوبية، يعطي مؤشراً على تراجع خيار الانفصال الذي كان يقتات كما الانقلاب من غياب الدولة وتصدع مؤسساتها.