لا يقتصر الاختطاف والتعذيب على قتل وقت الانسان المختطف وقتل نفسيته وعواطفه واحتياجاته الأساسية بل يشمل الامر الحاق الأذى بالجوهر الاعتباري وبالذات أولئك الذي اختطفتهم مليشيا الانقلاب لأسباب لها علاقة بحق تكوين الرأي وحرية التعبير وجملة لا للانقلاب التي أصبحت التهمة الرئيسية للمختطفين.
قصص التعذيب الوحشي في سجون انقلاب صنعاء اشبه بمغسلة سوداء تفرز بين فترة وأخرى كميات هائلة من السموم التي تسمم المجال العام فيما يشبه تعميم البشاعة التي تبرز على هيئة قصص دامية يظهر فيه مختطف لفظ انفاسه على قارعة السجن والسجان.
رابطة أمهات المختطفين بمحافظة الحديدة أطلقت نداء جريحا اكدت فيه أن اختطاف وتعذيب أبنائهن داخل سجون الحوثي أصاب العشرات منهم بالاضطرابات النفسية الشديدة، وقد يصل بهم إلى حد الجنون.
وأشارت أمهات المختطفين في وقفة احتجاجية، إلى تفاقم معاناة المختطفين داخل السجون وإصابتهم بأمراض جسدية، ومنع دخول الطعام والدواء لهم، وإهمال رعايتهم صحياً في إشارة لدخول المختطفين فصلا جديدا من فصول التعذيب الأكثر وحشية.
التقارير التي صدرت مؤخرا عن كيفية إدارة الحوثيين وقوات المخلوع لملف المختطفين كشفت عن كيفية تصنيفهم وتوزيعهم على السجون والمعتقلات الخاصة والسرية بحسب درجة خطورتهم عليهم وكيف تحول ملف المختطفين لسوق سوداء تحت لافتة الافراج مقابل المال.
محافظة ذمار هي الأخرى حولتها الميليشيا الحوثية إلى سجن كبير لمعارضيها أوضح عدد من المفرج عنهم عن وجود عشرات المختطفين في السجون أغلبهم ينتمون لمحافظة ذمار ومحافظات أخرى، ويتعرضون للتعذيب يوميا.
موقف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إزاء ملف المختطفين في سجون الانقلاب يغرد خارج السرب الإنساني لأسباب يفهمها الراسخون في المصالح الدولية التي تحدد طبيعة قضايا حقوق الانسان التي تدخل ضمن اهتماماتها.