طوال أربعة اعوام كانت بلقيس قريبة من الشعب في الظروف التي فرضتها الحرب.
ولدت بلقيس في ظل الحرب.. ربما كان التزامن مصادفة، لكنها مثلت فرصة للتعبير عن معاناة شعب سيعيش حربا مدمرة، وفي الوقت ذاته تحديا سيفرض معوقات كبيرة على العمل الاعلامي على امتداد الخارطة الوطنية.
اشتعال المعارك على امتداد البلد، فرض على بلقيس تكثيف العمل على تغطية المواجهات العسكرية والاقتراب أكثر من الحدث، وهو ما كلفها فقدان ثلاثة من أفراد فريقها الاعلامي في الميدان، الشهيد عبدالله قابل والشهيد محمد القدسي والشهيد عبدالله القادري.
طول أمد الحرب، التي أخذت طابعا اقليميا ودوليا، أفرز وضعا انسانيا مأساويا في البلاد، وأصبحت المنظمات الدولية تتحدث عن أكبر مجاعة انسانية في العالم تخط آثارها على ما تبقى من أجساد اليمنيين، الأمر الذي حتم على "صوت اليمنيين" أن تعبر عن صوت المنكوبين بالحرب والجوع وفائض الانتهاكات في ظل توسع المليشيات في شمال البلد وجنوبه.
من صنعاء كانت الانطلاقة الأولى، لكنها كانت انطلاقة قصيرة، فسرعان ما سطت مليشيا الحوثي على مكتب القناة كما سطت على كل شيء في البلاد، ومن مدينة اسطنبول كانت الانطلاقة الثانية.. لتستمر بلقيس في تأدية رسالتها للعام الرابع، مع وعد بأن تظل القناة إلى جانب انحيازاتها التي اختارتها منذ لحظة البداية.
وعاما بعد عام تكبر القناة سواء بعدد موظفيها أو مكاتبها، والأهم من ذلك بشبكة مراسليها في الميدان الذين يمتدون في معظم التراب الوطني.. لغاية واحدة ـ إيصال الحقيقة لليمنيين، وإيصال صوتهم إلى العالم.