كريستين بيكرلي: هيومن رايتس تهتم برصد كل الانتهاكات في اليمن

مشيرة إلى ان المنظمة مهتمة أيضا بما أوردته التقارير الأخيرة حول انتهاكات في المناطق المحررة تقوم بها قوات أمنية تابعة لدولة الإمارات.

 

نص الحوار:
 
بداية لو بدأنا بمعرفة كيف تعملون في اليمن. ماهي طريقة أداءكم. هل لديكم باحثين في الميدان؟

 

نحن في هيومن رايتس ووتش لا نركز على اليمن فقط، نهتم بكل الدول لكننا في اليمن كمنظمة نتعاون مع المنظمات المحلية ونأخذ معلومات من الشهود العيان ونحاول النزول إلى اليمن، فقبل فبراير حاولت النزول لليمن وكنت في عدن مع زميلتي وزميلي وقبل ذلك كنت في صنعاء والحديدة.
أما الآن فالأمر صعب بسبب الانتهاكات الكثيرة ولا يمكن كمنظمة ان نوثق كل الانتهاكات لكننا نحاول التركيز على الألغام والمخفيين والمعتقلين والغارات الجوية من قبل التحالف.

 

- يلاحظ ان هناك عدد كبير من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا ولكنها ليست بالحجم الموجود في تقاريركم. هناك اغفال عدد كبير من تلك الاحداث هناك على سبيل المثال في ملف الألغام هناك توثيق سبعين حالة بينما هناك آلاف الضحايا للألغام في اليمن؟
 
نحن ما عندنا مراسلين وموظفين كثير في اليمن وقدراتنا لا تسمح ان نوثق كل الانتهاكات.
مثلا الألغام وثقنا عشر حالات لكن عندما نكتب التقرير لا نتكلم عن العشر الحالات ونكتب كمنظمة عن عشر حالات. لكن المنظمات المحلية كتبت عن مئات الحالات ونحن نحاول من تقاريرنا الا نحكي عن كل الانتهاكات وانما رفع كمثال أوافقك الرأي اننا لا نرفع عن كل الانتهاكات فالموضوع أوسع وأكثر.

 

- كيف يمكن توثيق جميع الحالات خاصة ان تقاريركم ترفع إلى جهات عليا لمانحين وأطراف دولية للضغط على أطراف النزاع؟
 
نحن كمنظمة رصد انتهاكات حقوق الانسان ننسق مع كل المنظمات الدولية والمحلية، حيث أننا لا نستطيع رصد كل الانتهاكات لكن إذا هناك منظمات محلية تريد رفع انتهاكات يمكنها التواصل معنا ومع منظمة العفو الدولية ورفعها إلى مستوى أعلى.

 

 

ليس لدينا فرصة للنزول للسجون ليس في الشمال فقط بل وفي الجنوب أيضا.
ملف المعتقلين في اليمن مهم جدا تلقيت اتصالات كثيرة هذه الأيام من الأمهات يسألن عن أبناءهن
كتبنا عن معتقلين في الشمال والجنوب وأتكلم عن كل الأطراف ليس فقط الحوثيين وقوات صالح والقوات في الجنوب ويمكن ان ياخذو الفرصة قبل رمضان يمكنهم على الأقل ان يقدموا معلومات عن أماكن تواجد المعتقلين لأهاليهم

 

 

قدمت أمهات المختطفين لنا تقارير وقرأتها ورأيت صور من الاحتجاجات في صنعاء وكل ما يتعلق بذلك ومن رأيي التحركات هذه مهمة جدا ونحن كمنظمة نحاول ان نرفع التقارير إلى مستوى أعلى.
جهود المنظمات المحلية مهمة خصوصا من أقارب السجناء ونحن نحاول أخذ ملفات المختطفين ليس فقط بالشمال وانما في الجنوب أيضا.
نحن نحاول ان نتكلم مع الأمم المتحدة للضغط على الأطراف لوقف هذه الانتهاكات التي تكبر كل يوم.
 
- في ملف المختطفين انتهاكات تجاوزات الاعتقال إلى التعذيب والقتل تحت التعذيب وهذه حالات موثقة ومع ذلك لم نرى تفاعل دولي مع هذه الحالات؟

 

نحن وثقنا حالتين عن وفاة المختطفين في المعتقلات ووثقنا عن بعض حالات الاعتداء والتعذيب في سجون الحوثي وهذه الانتهاكات جريمة كبيرة.
نحن وثقنا حالات قليلة وليس كل الحالات وكيف يمكن ان نوقف هذه الحالات ذهبنا إلى صنعاء وأرسلنا رسائل للجهات المسؤولة في صنعاء وطرحنا أسئلة عن رأيهم في هذه الانتهاكات ونتمنى ان نلتقي مع كل المسؤولين في جميع الأطراف.

 

 

نحن نهتم في منظمة هيومن رايتس بموضوع محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ولكن الآن لا توجد أطراف تهتم بشكل جدي بمحاسبتهم.

من يملك السلطة ليضمن المحاسبة هناك فرصتين، أولا التحقيق الدولي حيث لا يركز فقط على التحالف أو الحوثي فقط وانما على كل الأطراف وانتهاكاتهم وبهذا يمكن ان نرى خطوة للمحاسبة.
ثانيا ان يوقع الرئيس هادي على الاتفاقية الدولية "آي سي سي" وهذا مفيد كثيرا لليمن إذا وقع على هذه الاتفاقية فيمكن لاحقا محاسبة كل الأطراف.

 

- هناك مشكلة في تقارير هيومن رايتس حيث ان هناك مساواة بين طرفي الصراع لماذا لا تتحدثون عن حكومة شرعية وانقلاب؟

 

القانون الإنساني لا يهتم بمن ينتهك وانما يهتم بالانتهاكات نفسها سواء قامت بها الحكومة الشرعية او الحوثي وصالح
نهتم فقط بتعامل الأطراف مع المدنيين وليس مساواة بينهم لأن الأطراف جميعها تنتهك
نحن في منظمة هيومن رايتس لا نتحدث عن أسباب الحرب ومن قام بها هذا فقط مجال سياسي ونحن منظمة إنسانية نتحدث عن الانتهاكات فقط.

 

 

نحن فقط نتحدث عن دورنا في منظمة هيومن رايتس وأنا كموظفة في هذه المنظمة، فقط نحاول ان نضغط على كل الأطراف لوقف الانتهاكات. نحن لا نتكلم عن انتهاكات التحالف فقط نتكلم عن انتهاكات الحوثي أيضا.

 

- هناك من يتحدث انكم تعتمدون في هيومن رايتس على منظمات قريبة من الحوثيين في التقارير، لذلك لا تكون المعلومة واضحة لديكم. هل فعلا هناك حركة حقوقية لدى الحوثيين تستطيع ان تصل للمنظمات الدولية بشكل كبير أكثر من غيرها؟
 
قبل ان نصدر أي شيء نقوم بأخذ معلومات من عدة مصادر. لم يحدث ان أصدرنا أي تقرير مبني على معلومات من طرف واحد او منظمات من جهة واحدة ولهذا السبب نزلت إلى عدن لأخذ معلومات للتعاون مع الناشطين في الجنوب. أيضا نحن نقابل شهود عيان ونأخذ صور ونقابل خبراء أسلحة، وبعد ذلك نصدر تقاريرنا، كما نفعل في حالة انتهاكات المختطفين، نحن لا  نقابل أسرة واحدة فقط، بل مع عدة أسر ونقابل حقوقيين ومحاميين قبل ان نرفع بالانتهاكات.

 

 

قرأت تقرير منظمة سام وهناك تقرير من الأمم المتحدة أيضا كتبوا عن المخفيين في حضرموت وطبعا نحن نهتم بهذا الموضوع وممكن نزور هذه السجون في عدن وحضرموت ولكن نحتاج إلى تصريح من الجهات المسؤولة للزيارة.
 
- كنت في عدن والتقيتي منظمات كثيرة لماذا لم تطلبي زيارة هذه السجون؟

 

زرنا السجن المركزي وعندما كنا في عدن كان هناك مشكلة مع المطار وفقدنا يومين من الزيارة وان شاء الله المرة الثانية نزورها.

 

 

نحن كتبنا كثيرا عن الغارات الجوية لقوات التحالف في اليمن وأنا كتبت عن الأسلحة الأمريكية وكيف تستخدمها قوات التحالف في اليمن.
ليس فقط بالغارات الجوية فقط. نحن كتبنا عن ذلك بسبب وجود الكثير من الانتهاكات وهناك الكثير من الضحايا اليمنيين.   
لكن نحن نستمر مع هذا الشغل لأنه ما في رادع إلى الأن والغارات الجوية ضد المدنيين مازالت مستمرة ونتمنى ان قوات التحالف تغير سلوكها وان الولايات المتحدة أو بريطانيا تتوقف عن بيع الأسلحة لقوات التحالف.

 
- هناك من يرى ان ضحايا يسقطون في تعز. لكن تعز غير موجودة بشكل قوي في تقارير منظمات حقوق الانسان، ماهو السبب؟

 

نحن وثقنا عن تعز وتكلمنا عن القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة وتحدثنا عن الصعوبات التي تتعرض لها تعز كالحصار ومنع دخول الغذاء والاغاثات الإنسانية وهناك منظمات أخرى كتبت عن الانتهاكات. لكن ليس بالشكل الكافي بسبب ان الانتهاكات في تعز كثيرة جدا والحياة في تعز صعبة جدا غير المدن الأخرى. وأنا كشخص وليس كحقوقية رأيت ان الانتهاكات وصور الضحايا في تعز. وهذا شيء مؤسف. ونحن نحاول الآ ان نبحث ونوثق أكثر عن تعز ونحن ان شاء الله في المستقبل نوثق ونبحث بشكل أكبر، ولدينا تقارير عن الانتهاكات في تعز والقصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة.

 

- بخصوص تجنيد الأطفال في صفوف مليشيا الحوثي والمخلوع. كيف بالإمكان التعامل مع هذه الحالة وكيف يمكن ان تمارسوا ضغط على المليشيا لمنع هذه الضاهرة؟
 
نحن كتبنا قليلا عن مشكلة تجنيد الأطفال في اليمن والمشكلة كيف نوقف هذه الانتهاكات فالمعلومات واضحة من منظمات الأمم المتحدة فمنظمة اليونيسيف كتبت عن الموضوع وقالت ان الحوثيين هم أعلى قائمة انتهاك حقوق الأطفال وتجنيدهم وهناك جهات أخرى تستخدم الأطفال في المعارك وهناك مشاكل أخرى يتعرض لها الأطفال غير التجنيد تتمثل في الاثار النفسية للحرب ووثقنا عن انتهاكات الأطفال كتعرضهم للسجن ويجب إيقاف تجنيد الأطفال والافراج عنهم من السجون.

 

 

كل ما يممكن ان افعله ان اكتب بيان او ارسل رسالة او ارفع تقرير عن ذلك  لكن الحل بأيدي الأطراف نفسها، ويجب على المنظمات المحلية والناشطيين والحقوقيين التفاعل مع ذلك فنحن في منظمة هيومن رايتس نمثل فقط جزء من الصورة.

 

 

الوضع في اليمن كثير صعب على الناشطين والحقوقيين وانا التقيت مع الكثير من الناس الشجعان في حضرموت وعدن وصنعاء ويجتهدون كل يوم ان يحسنوا الوضع في بلدهم وهم عليهم ضغط شديد وتهديدات خطيرة لكنهم يحاولون ان يدافعوا عن الحقوق وهناك الكثير من المدنيين يحاولون ان يوقفوا الحرب ويحاولون ولا نستطيع ان نشخص الوضع بدون التعاون مع الصحفيين والناشطين، كما ان هناك الكثير من الصحفيين والناشطين خارج اليمن ولهم دور كبير في الضغط والرصد.
 
- هناك مشكلة  مركبة في اليمن، حيث هناك صراع داخلي وصراع خارجي وبالتالي الأطراف الدولية تركز على الطرف الخارجي أكثر من الصراع الداخلي. مثلا التركيز على السعودية أضاع المسألة الإنسانية في اليمن وجعل التركيز على الانتهاكات الداخلية أقل. بالنسبة لمنظمة هيومن رايتس كيف يمكن ان توفق بين الحالتين؟

 

تكلمت ان اهتمام المنظمة عن الانتهاكات، نهتم في المقام الأول بالانتهاكات ومن ثم نهتم بمن يقوم بهذه الانتهاكات. نحن نركز على المدنيين والمواطنين في اليمن. هذا هو اهتمامنا ودورنا ان نحاول ان نرفع الانتهاكات ضدهم.

 

لا يوجد لدينا ادلة وهذه مشكلة.

 

 

نحن لا نهتم بالأسلحة كأسلحة نحن نهتم اذا الأطراف استخدمتها في ضربات مخالفة للقانون.

 

 

لازم أدلة على ذلك

 

 

هم وثقوا عن أسلحة صغيرة من إيران لليمن لكن لا يوجد لدينا معلومات عن أسلحة إيرانية يستخدمها الحوثيون بضربات مخالفة للقانون ، ولا يوجد لدينا أدلة عن دور ايران في اليمن.

 

 

أنا عندي أدلة كيف السعودية تنتهك حقوق الانسان ولدي أدلة عن انتهاكات الامارات وصالح والحوثي لحقوق الانسان لكن لا يوجد أدلة على ان ايران تنتهك حقوق الانسان في اليمن.
 وهذا السؤال لا يجب ان توجهه لي وجهه إلى شخص سياسي وليس حقوقي.

 

 

ان شاء الله نستمر في التعاون مع منظمات محلية وحقوقيين وناشطين محليين وان شاء الله نزور اليمن لرصد الانتهاكات وسنحاول الضغط لمحاسبة جميع الأطراف.