لم يكن الارتياح باديا على ملامح الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يستقبل المبعوث الأممي لليمن للمرة الثانية داخل اليمن وتحديدا في قصر المعاشيق بمدينة عدن التي مازالت أثار الخراب التي تركتها مليشيا الحوثي وصالح شاهدة عليها.
بعد أكثر من عام على زيارته الأولى للعاصمة المؤقتة هاهو المبعوث الأممي يعود مجددا في مهمة قديمة لم تختلف عن سابقتها، تتمحور في إقناع الحكومة اليمنية بالعودة لطاولة المفاوضات، على الرغم من عدم وجود أرضية صالحة لذلك.
هادي حرص خلال استقبال الموفد الأممي على تواجد رئيس الحكومة ووزير الخارجية رئيس الوفد التفاوضي لايصال رسالة مفادها ان الشرعية اليوم تتحرك بانسجام وتناغم ورؤيتها واحدة عكس المرات السابقة.
هادي أبلغ المبعوث الأممي بالملاحظات التي لدى الحكومة على الخطة الأخيرة التي حملها ولد الشيخ في حقيبته ورفضت الحكومة تسلمها في وقت سابق نظرا لتجاوزها المرجعيات الأممية والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية اليمنية.
لم يدخر هادي جهدا لتذكير ولد الشيخ بتجاوزات الانقلابيين والتي كان آخرها اعلان تشكيل حكومة في المناطق التابعة لسيطرتهم.
المبعوث الأممي حاول بعث العديد من الرسائل الإيجابية والمطمئنة للجانب الحكومي ولم ينسى ان يذكر هادي بالبيان الذي أصدره بإدانة كافة خطوات الانقلابيين، واكد حرص المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية.
كل المؤشرات على الأرض وسلوك المليشيا السياسي لا يشي بأن هناك افق للحل السياسي، خصوصا مع التراخي الدولي مع الانقلابيين واعتبار المشكلة اليمنية احدى أدوات الضغط على القوى الإقليمية التي هي الأخرى تستخدم الورقة اليمنية بطريقة تؤكد وجود خطأ في تركيبة الحل والتعاطي معه.