يكملُ لوليسغارد فترتَه دونَ إحرازِ أيِّ تقدم، فحتى خطوةُ إعادةِ الانتشارِ لاتزالُ غيرَ مكتملة، وفي تفاصيلِها خلافاتٌ بين الطرفين.
يغادرُ لوليسغارد بذاتِ الظروفِ المشابهةِ التي غادر فيها سلَفُه الهولندي باتريك كاميرت الذي انسحب من مَهمّتِه بعدَ أزمةِ ثقةٍ مع مليشيا الحوثي أيضاً.
ومثلَما تعرضَ موكبُ كاميرت لإطلاقِ النارِ في السابقِ من قبلِ الحوثي لم يسلمْ مكتبُ اجتماعاتِ البعثةِ الدوليةِ في عهدِ لوليسغارد، من قصفِ مليشيا الحوثي.
تمعنُ المليشيا في إفشالِ ملفِ الحديدة، كأحدِ ملفاتِ اتفاقِ استكهولم، لتمنعَ أيضاً انعقادَ اجتماعاتِ لجانِ إعادةِ الانتشارِ في مدينةِ الحديدة،
وتعقدُ الاجتماعاتُ الأخيرةُ في عُرضِ المياهِ الدوليةِ على متنِ سفينةٍ أممية .
لم تنجحْ مساعي الأممِ المتحدةِ في تحقيقِ أيِّ تقدمٍ نحوَ السلامِ بعدَ تجزئةِ الحلولِ وتفتيتِ القضيةِ اليمنيةِ الكبرى، ولم تجدِ شيئاً غيرَ كسبِ الانقلابيين للوقتِ وإطالةِ أمدِ تيهِ اللحظةِ اليمنية.
مراوغاتُ وتنصلاتُ الحوثيين هي نفسُها حاضرةً في تفاصيلِ الحلولِ المجزأةِ كما كانت في مشاوراتِ القضيةِ الكبرى، المتمثلةِ باستعادةِ الشرعيةِ وإيقافِ الحرب في جنيف والكويت .
ثمانيةُ أشهرٍ على اتفاقِ السويد الأممي، ولا سلامَ يلوحُ في الأفق، وها هو لوليسغارد ينهي مَهمّتَه عند نقطةِ اتفاقِ الطرفين على تفعيلِ آليةٍ جديدةٍ لوقفِ إطلاقِ النارِ والتهدئة.
اتفاقٌ هشٌّ محفوفٌ بالمخاطرِ، وخياراتٌ تكادُ تكونُ منعدمةً، رغم رهاناتِ المبعوثِ الأممي على الحلِ السياسيِ واستبعادِ الخياراتِ العسكرية.