بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية تهنئة للرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة ذكرى يوم الوحدة .
وبحسب وكالة الانباء السعودية فقد اعرب الملك سلمان باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.
كما بعث الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع برقيتان تهنئتان للرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية بمناسبة ذكرى يوم الوحدة.
واعتبر المحلل السياسي، ياسين التميمي، ان هناك رسالة قوية وواضحة الدلالة من القيادة السعودية في هذه البرقيات.
وقال ان "توقيت التهنئة لا يخلو من مغزى، فقد جاءت عشية الذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، في وقت تشهد فيه بعض المدن الجنوبية وبالذات مدينة عدن تحضيرات للاحتفال بشكل مختلف، ولغايات مختلفة، في ظل تصريحات تشير إلى عزم جماعات من الحراك الجنوبي إعلان فك الارتباط".
موضحا ان هذه التهنئة ليس إجراء بروتوكولياً اعتيادياً، "إذ لم يحدث طيلة العقدين الماضيين أن جاءت التهنئة من الرياض قبل موعد المناسبة، إلا إذا كانت العلاقات في أحسن أحوالها، لكن أن تأتي تهنئة القيادة السعودية للرئيس هادي، قبل حلول المناسبة بيوم، في هذه الفترة المضطربة من تاريخ اليمن، فهذا يعني أنها أكثر من تهنئة، إنها موقف سياسي واضح الدلالة".
وأضاف "لا يمكن للمملكة التي تقود التحالف العربي أن تقبل أو تبارك الترتيبات العبثية التي تقوم بها هذه المجاميع المنفلتة المرتبطة بأكثر من طرف وبأكثر من صندوق للتمويل".
وتابع القول "الذهاب إلى الانفصال في هذه الظروف هي ضربة مباشرة لدور التحالف، وإنهاء كامل لمشروعية دوره في اليمن.. فالتحالف لم يأت لكي يقسِّم اليمن، حتى لو كان ذلك واحداً من أهدافه الخفية، بل جاء لحفظ وحدة اليمن وحماية الشرعية، وإعادة الاستقرار إلى هذا البلد وجاء أيضاً كإجراء وقائي من حمى الفوضى التي قد تستشري في المنطقة كلها، في ظل المشروع الإيراني واضح المعالم الذي يستهدف تقويض البنى الاجتماعية والسياسية والعقائدية للمنطقة".
وقال "كما هي إذاً منظومة كاملة من الأهداف، بغض النظر عن السياسات التي اعتدنا عليها من دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت في مرحلة من التاريخ مستوى القناعة بضرورة تجزيئ اليمن، نتيجة السياسات الغبية والرعناء التي مارسها المخلوع صالح طيلة فترة حكمه وبالأخص بعد غزو العراق لدولة الكويت".
واعتبر أنه "طيلة العقدين الماضيين استطاعت إيران وأجهزة المخلوع صالح الأمنية أن تنخر في النخبة السياسية الجنوبية، وأن تجيش المئات من الشباب الذين لا يمتلكون أهدافاً واضحة، وهذا السبب الذي يفسر لماذا تطابقت أهداف الحراك الجنوبي، وقياداته المتعددة مع الأهداف التي أرادت إيران وأراد المخلوع صالح تحقيقها عبر الثورة المضادة التي نفذت في 21 سبتمبر2014".
وخلص إلى القول ان "البناء الهش للنخبة السياسية الجنوبية، لا تسمح في هذه المرحلة ببناء شراكة سياسة مع التحالف العربي، يمكن أن تنطوي على أهداف بهذا القدر من الخطورة، فالتناقضات داخل المجتمع الجنوبي لا تُحتمل ولا يمكن الرهان عليها، ودعاوى فك الارتباط هي فقط التي تُبقي على هذا البناء الهش لدواعي تكتيكية، ولكنه سرعان ما سينهار إذا تحقق هدف فك الارتباط، اليوم أو في المستقبل".