تفجر غضبُ هؤلاء دفعةً في وجه جريمة عدة بينها الاغتصاب الذي تعرض له طفلً في السابعة من عمره على أيدي مسلحين يعملون ضمن ما يسمى قوات مكافحة الإرهاب، واغتيال الشاهد الوحيد على الجريمة.
كانت جريمةٌ الاغتصاب هذه قد بقيت محصورةً في ساحة القضاء، لكن الشاب رأفت دنبع غير مجرى الأحداث بشاهدته اليتيمة التي وضعت النقاط على الحروف، فكان أن دفع حياته ثمناً لشهادته التي تحولت إلى شهادة في سبيل الله.
الغضب يتجهُ صوبَ الطرف الذي يقف خلف كل هذا الخراب: الإمارات وقواتها وتشكيلاتها المسلحة، ولم يجد هؤلاء الشباب من طريقة للتعبير عن غضبهم سوى حرق العلم الذي احتل واجهة المدينة طيلة السنوات الأربع الماضية مؤذنا بخراب لم يتوقف حتى اليوم.
منذ مساء الأربعاء الخميس تطورت الاحتجاجات إلى مواجهات مسلحة بين التشكيلات المسلحة الإماراتية والجماهير الغاضبة، دون أن يستبعد مراقبون دوراً للقوات الأمنية التي تعمل خارج نفوذ الشرعية في تأجيج هذه المواجهات التي سجلت عشر إصابات على الأقل بحسب مصادر إعلامية.
تركزت المواجهات المسلحة في ساحل خور مكسر وشارع المعلا الرئيس، فيما واصل المحتجون التجمهر وإحراق الإطارات والرموز المرتبط بالنفوذ الإماراتي في عدن، وشهدت جولة القاهرة في الشيخ عثمان أحد أهم الاحتجاجات منذ صباح الخميس.
وتروي أم الشاب العدني رأفت دنبع الذي قضى نحبه شهيداً يوم السبت الماضي.. بصعوبة بالغة قصة استشهاد ابنها إثر هجوم على منزل العائلة.
تقول هذه الأم إنه تم بواسطة ثمانية عشر مسلحاً تابعون لما يسمى بقوات مكافحة الإرهاب ثلاثة منهم بلباس مدني.
كانت أشبه بمعركة خاضها هؤلاء المسلحون، لينالوا من الشاب رأفت أمام والدته وأفراد عائلته، وانتهت باعتقاله يوم الجمعة الماضي مصاباً بجروح بالغة فارق بعدها الحياة في اليوم التالي.
اخت الشهيد تطالب الرئيس ووزير الداخلية بالتدخل الفوري لمعاقبة القتلة، وتبدي شكوكاً حيال لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها وزير الداخلية أحمد الميسري.
التضامن الشعبي هو عزاء هذه العائلة ا لمكلومة التي تحول ابنها رأفت دنبع إلى رمز لإعادة إحياء عدن ورد الاعتبار لأبنائها بعد أربع سنوات من الفوضى الأمنية الممنهجة.