عاودت مليشيا الحوثي اقتحام مكتب قناة الجزيرة المغلق في العاصمة صنعاء ليلة أمس ونهبت بقية محتوياته.
وقال مدير مكتب القناة في اليمن سعيد ثابت إن الحوثيين اقتحموا المكتب ونهبوا ما تبقى من أثاث ومكاتب ونقلوها بعربات إلى جمعية ما يسمى أنصار علي بن أبي طالب.
وجاء اقتحام الحوثيون مجددا لمكتب الجزيرة بعد ساعات من بث القناة فيلما وثائقيا يكشف حقائق حول نهب المليشيا وحليفها الرئيس المخلوع صالح للسلاح.
ويستقصي الفيلم الذي يحمل عنوان "السلاح المنهوب" الأماكن التي أخفى فيها الحوثيون وصالح السلاح الثقيل وكمياته وأنواعه ومصادره وكيفية تهريبه وتطويره.
كما تضمن الفيلم شهادات أدلى بها ضباط في الجيش الوطني وخبراء مختصون تحدثوا في هذا الجانب، فضلا عن اتصالات سرية مسربة لقيادات عليا في مليشيا الحوثي ووثائق ومقاطع فيديو توثق عمليات نهب السلاح وتهريبه.
وما حصلت عليه الجزيرة من تسجيلات لقيادات ميدانية في جماعة الحوثي لا يتوقف عند نهب السلاح، وإنما يفصل أيضا في أنواعه وكمياته.
وأوضحت الاتصالات بين القيادات الميدانية لجماعة الحوثي والتي عرضها الفيلم بعض أماكن تخزين السلاح المنهوب والوقت المناسب لنقله لتجنب توثيق ذلك من قبل المواطنين أو استهدافه بالطائرات.
وكشف احد الاتصالات سيطرة المليشيا على سلاح الطيران ونيتها لاستخدامه ضد معارضيهم قبل أن تنطلق عاصفة الحزم وتدمر قدراتهم الجوية.
وتكشف التسجيلات والتقارير والوثائق أن كميات الأسلحة التي نهبها الحوثيون كانت كبيرة، فمن بين سبع مناطق عسكرية موزعة على الخريطة اليمنية، استولى الحوثيون على أربع منها هي الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، علما بأن هذه هي أكثرُ المناطقِ العسكرية تسليحا وعتادا، وتتركز فيها القوة النوعية والصاروخية للجيش.
وأشارت القناة إلى ان قدرات الحوثيينِ الصاروخية فرضت نفسها على التحقيق بعد التطور اللافت في كفاءتها، حيث بدأت بمدى تراوح بين سبعين وثلاثمئة كيلومتر، لتتجاوز بعد ذلك ثمانمئة كيلومتر، ولتكون قادرة على استهداف مدن سعودية بعيدة.
وأكد خبراء عجز كوادر مليشيا الحوثي عن تشغيل هذه المنظومات، لأنها تتطلب خبرات وإمكانيات عسكرية كبيرة، وأشاروا الى دخول أنواع جديدة من الصواريخ المطورة إيرانيا إلى ساحة المعركة.
وبالحديث عن مسارات التهريب، بينت وثائق الفيلم أن البواخر المحملة بالأسلحة كانت تتبع عدة طرق، بعضها يمر عبر مرافئ (كالولا، بوصاصو، كاندالا) الصومالية، قبل أن تصل اليمن، إضافة إلى طرق أخرى تستخدم الموانئ الإريترية مرورا بسواحل عُمان، وذلك وفق بيانات أنظمة الملاحة البحرية في السفن التي تم ضبطُها.
وبينت بعض الصور السلاح الايراني بإحدى السفن التي تم احتجازها قبل وصولها اليمن.