قوانين يمتد عمرها إلى ما قبل ألف عام، ضاربة بالقانون اليمني عرض الحائط، و لتعاد الحقبة بما عليها من اجترار صراعات الماضي وقوانينه التي باتت محض تاريخ غابر.
إنه عهد المليشيا، عهد التوحش الذي يعود باليمنيين الى عصور خلت، أقلها ما قبل النظام الجمهوري، وهو ما يفسره الكثير بأنه قائم على مظلومية تاريخية مزعومة، وأخرى محتملة تدفعهم للتوحش ضد المدنيين وقهرهم.
جريمة جديدة تضاف الى سجل جرائم المليشيا وهي تسجل انتهاكاً ضد مصادر رزق الكثير من الأسر، في ظل موجة من المجاعة تضرب العديد من المناطق اليمنية، وانقطاع الرواتب ومصادر الدخل الحرة لتفاقم حالة المعيشة وتضاعف مأساتهم.
إقحام قضايا التاريخ من قبل مليشيات الحوثي يراه البعض أنه تكتيك لتغيير فكر الناس وإغلاق الباب أمام الجمهورية وعزل الناس حضارياً، فيما يراه آخرون بأنه يشكل خطراً في تحول المعركة إلى صراع طائفي.
ورغم ردود الفعل الرافضة لهذه الأفكار وعدم تقبل الناس لها، بل وسخريتهم منها؛ إلا أن طول أمد الانقلاب وسيطرته على الدولة وقرارها ربما قد يكون له تأثيرات مضاعفة في تمكين المليشيا من تجريف هوية اليمنيين وتغيير ثقافتهم.