يمكن أن تشكل اليمن مقبرة الطموحات العالمية لمحمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية. لكنه لن يكون الوحيد الذي يناله أذىً في القضية.
إن كنا سنصدق ما نُشر في الصحافة البريطانية قبل 24 ساعة عن كشف صديق مقرب من جمال خاشقجي، بأن مقتله قد يكون مرتبطا بالحرب المتوحشة التي تخوضها الرياض ضد اليمن.
في الواقع، يبدو أن خاشقجي كان على وشك أن يكشف عن أسوأ شيء يمكن أن يسمع عنه المجتمع الدولي الذي لن يتردد في الرد حالما يتم إثبات هذه الممارسات: ربما استخدم محمد بن سلمان الأسلحة الكيميائية في اليمن في محاولة للوصول وضع حد للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والتي لم ينتصر فيها منذ ما يقرب من أربع سنوات.
الحرب في اليمن، والتي تبدو في المقام الأول بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كأنها شأناً داخلياً، لا تنتهي أبدا.
لقد انطفأ الربيع العربي واحدا تلو الآخر، لكن المشاريع المفتوحة في الهواء الطلق لا تزال تتعرض لنيران الجغرافيا السياسية العالمية وتضارب المصالح المحلي: الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية هو أحدها.
فهناك جرائم الحرب والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان من جميع الأنواع من قبل الإمارات، هذا هو حال البلاد اليوم.
اليوم، فإن إرادة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في القضاء على "المتمردين الحوثيين" المدعومين من إيران واضحة.
لا يوجد بديل، ولا يمكن التفاوض بين الطرفين. إن خيار إنهاء التمرد بصورة نهائية على حساب أكبر عدد من الوفيات، وبكل الوسائل، يرتكز في الشفرة الوراثية لكلا الزعيمين، والرغبة في الحفاظ على منطقة نفوذهم بشكل رسمي وأن لا يتخلوا عن أي شيء لطهران. الشقيقان المتحالفان في المنطقة يثيران كارثة إقليمية وبشرية سيكون لها عواقب خطيرة على العقود القادمة.
إذا ثبت أن المعلومات التي احتفظ بها خاشقجي قبل وفاته دقيقة، فإن المملكة العربية السعودية ستسقط إلى مستوى جديد من انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي: اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997، التي وقعتها وصدقت عليها المملكة العربية السعودية.
ويمكن محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ينبغي التذكير بأن الجامعة العربية، في أبريل 2018، برئاسة وزير الخارجية السعودي، كانت تدعو إلى إجراء تحقيق في الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام دمشق.
السبق الصحفي الأخير الذي أعلنه صديق خاشقجي هو أن بريطانيا ربما كانت على علم بالمؤامرة التي كانت تدور رحاها ضد خاشقجي.
وبالفعل، فقد اعترضت المخابرات البريطانية محادثات مساومة للنظام السعودي. وتكمن المشكلة في أن بريطانيا والولايات المتحدة جزء من هذا التحالف الشيطاني .. فهل يمكن أن يتجاهلوا أن صديقهم السعودي الكبير قد تصرف على هذا النحو؟
لقراءة المادة من الموقع الأصلي إضغط هنا