يوم حافل باللقاءات والتسويات وتبادل الصفقات، انتهى بالتقاط صورة جماعية لوزراء خارجية الدول الرباعية زائدا عمان، وبيان صادر عن وزارة الخارجية الامريكية وضع النقاط على الحروف.
الاجتماع الذي حضره ولد الشيخ واعتذرت عنه الحكومة اليمنية لم يخرج بجديد عن الرؤية التي قدمها المبعوث الاممي في 23 أكتوبر الماضي بناء الى المقترح الذي وضع الوزير الأمريكي جون كيري لمساته عليه.
تلك الرؤية اعترضت عليها الرئاسة اليمنية وتسببت في أزمة حادة بينها وبين المبعوث الاممي بعد رفض الرئيس هادي مقابلته لمرتين في الرياض قبل ان يلتقي الرجلان في عدن ويسلم هادي ملاحظاته على الخارطة في مطلع الشهر الجاري، ولم يتلقى جوابا عليها.
كشف اجتماع الامس للرباعية الدولية والبيان الصادر عن مكتب الناطق باسم الخارجية الامريكية عدم التفات الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة لملاحظات الحكومة اليمنية وإصرار الوزير الأمريكي على محاولة المضي قدما فيه، بعد ان تعهد لمليشيا الحوثي خلال لقائه بوفدها في مسقط الشهر الماضي بالعمل على إنجاح التسوية.
الخارجية الامريكية في البيان الذي نشرته على موقعها اكد على ان الاجتماع سار بسلاسة كبيرة وبتوافق جميع المشاركين فيه دون الإشارة للمرجعيات الأممية والوطنية السابقة، غير وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اكد في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الأمريكي ان أي اتفاق يجب ان يراعي المرجعيات الأساسية، ويبدو ان ذلك سقف الاعتراض السعودي على الاندفاع الأمريكي والاممي.
أعاد المجتمعون التأكيد على أهمية التسلسل السياسي والأمني للإجراءات التي تضمنها المقترح الاممي ولعل التحول الجديد هو تحديد مكان المباحثات المقبلة وتحول خروج الرئيس هادي من المشهد لهدف رئيسي لجولة المفاوضات القادمة مع الإشارة الى أن الاجراءات التنفيذية التي شملتها الخطة الاممية لن تتم الا بعد توقيع كافة الاطراف على اتفاق شامل.
الفشل في تشخيص الازمة اليمنية بات جريمة بفعل فاعل، وتكرار للوقوع في فخ التسويات المنقوصة، التي تجعل اليمن يقف في مفترق طرق صعب، يحمله كل يوم اكثر بعيدا عن السلام، واستعادة الدولة، ويعزله عن محيطه وعمقه الجغرافي.
قبول دول الخليج بالتسوية وفق المعطيات الراهنة تشير لاستمرار تعامل النخب الخليجية في سياسة الانكفاء ودفن رأسها تحت الرمال، وتظهر قياداتها ملولة بشكل سريع بعكس عدوها الذي يتعامل مع الاحداث بسياسة النفس الطويل وصبر حائك السجاد.
بين التململ الخليجي وصراع اجنحته المتعدد، والاندفاع الإيراني عبر البوابات المتعددة المشرعة في وجهه يصبح اليمنيين امام ضغط إقليمي ودولي يحاول تمرير مشروع تسليم اليمن لتصبح الدولة الرابعة التي تسقط في الحضن الإيراني بقوة السلاح ومليشيا الملالي، ولن يتوقف حلم الهلال الشيعي قبل التحول لدائرة مكتملة الاحكام.