قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن استخدام قوات الحوثيين وحلفائها للألغام الأرضية في تعزتسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين ويعيق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال.
وطالبت المنظمة بالوقف الفوري لاستخدام هذه الأسلحة وقالت بأنه يجب على جميع أطراف النزاع في اليمن الالتزام بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998.
كما يجب التوقف فورا عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام".
وأشار ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش إلى أن باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفائها قسوة بالغة تجاه المدنيين.
ووثقت هيومن رايتس ووتش من خلال مقابلتها 14 شخصا في تعز، منهم ضحايا الألغام الأرضية أو أقاربهم، والطواقم الطبية في تعز والعاملين على إزالة الألغام.
.
بينما ما تزال الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز غير متاحة، قتلت الألغام الأرضية 18 شخصا على الاقل وأصابت أكثر من 39 في محافظة تعز بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016، وفقا لـ "المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام"، وهي مجموعة مقرها في تعز.
وأشارت الى ان كافة الوفيات الـ 18 الموثقة، باستثناء 1، ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، في حين أن 9 من 11 إصابة دائمة ناتجة عن الألغام المضادة للأفراد.
وقال أخصائيون يمنيون في إزالة الألغام في تعز وطواقم طبية إن الألغام الأرضية تسببت في عشرات الإصابات بين المدنيين منذ مارس/آذار. حققت هيومن رايتس ووتش في 5 حالات لأشخاص بُترت أطرافهم بسبب الألغام المضادة للأفراد في تعز منذ مارس/آذار
استخدام الألغام الأرضية في تعز:
تفاصيل 5 حوادث خلال العام الماضي حيث قتلت الألغام الأرضية أو أصابت أشخاصا في تعز
حي ثعبات، 21 يونيو/حزيران 2016
أصيب سامي، احد افراد المقاومة في تعز، بلغم أرضي مضاد للأفراد في 21 يونيو/حزيران 2016 أثناء عودته لمنزله عبر ثعبات، حي سكني، وفقا لشقيقه الأكبر رامي (29 عاما). الاشخاص الذين أنقذوا سامي أخبروا شقيقه أنه كان يسير في الحي حوالي الساعة 7:30 صباحا عندما انفجر شيء ما على الأرض فجأة. قال رامي لـ هيومن رايتس ووتش بعد شهر إن سامي كان ما يزال في المستشفى لإصابته الشديدة جراء الانفجار الذي أعماه وأدى لبتر ساقيه تحت الركبة. كما يعاني حاليا من صعوبة في النطق.
حي الزنوج، 23 أبريل/نيسان 2016
أصاب لغم ارضي عمار (32 عاما)، من سكان تعز، في حي الزنوج في 23 أبريل/نيسان. قال عمار لـ هيومن رايتس ووتش إنه ذهب إلى الزنوج في محاولة لانتشال جثة أحد الأصدقاء (20 عاما) الذي قتل قبل بضعة أسابيع. لم يتمكن أحد من انتشال الجثة بسبب انتشار القناصة التابعين للحوثيين والقوات المتحالفة معهم في المنطقة.
عندما وصل عمار حوالي الساعة 9:30 صباحا وجد "الحي فارغا، تركه قاطنوه بسب الحرب. فجأة وقع انفجار... ارتبكت، ظننته قنبلة يدوية، بدأت بالركض وأنا أعرج. شعرت بأنني أصبحت أقصر أو أنني خطوت على حفرة. نظرت فرأيت أني فقدت قدمي اليسرى". تلقى عمار العلاج في مستشفى الروضة حيث بُتر ما تبقى من قدمه اليسرى.
حي حصب، تعز، 1 أبريل/نيسان 2016
قال ياسر (23 عاما) إنه كان يعمل مع فريق إزالة الألغام في منطقة حصب بتاريخ 1 أبريل/نيسان. وصل الفريق المكون من 10 خبراء إزالة ألغام حوالي الساعة 8 صباحا:
كنت أمسح طريقا فرعيا [شارع صغير]... رأيت بعض الأغصان على الأرض، فنقلتها، انفجر شيء فجأة ولم أشعر بأي شيء، لم أقو على الحراك. جاء الفريق بعد لحظات ونقلني إلى مستشفى الروضة. فقدت ثلثي قدمي اليسرى.
حي حصب، تعز، 9 مارس/آذار 2016
أصاب لغم أرضي يوم 9 مارس/آذار الطالب الجامعي رائد (27 عاما)، وشقيقه قايد (26 عاما)، خلال محاولتهما العودة إلى منزل العائلة في حي حصب. كانت العائلة قد فرت في يونيو/حزيران 2015 بسبب القتال. وأضاف أن قوات الحوثيين احتلت الحي ولكنها انسحبت.
ذهبا إلى المنزل قرابة الساعة 10:30 صباحا، معتقدين أنه آمن. وجدا الباب الأمامي مغلقا فسارا إلى الجزء الخلفي من المنزل. قال رائد: "انفجر شيء فجأة. لم أشعر بشيء لكني سقطت على الأرض ورأيت أخي يسقط كذلك والغبار يتناثر حولنا. لم أستطع السير، ورأيت قدمي اليمنى تنزف".
حاول قايد إيقاف نزيف أخيه. حازم، شخص سمع الانفجار، هبّ لنجدتهما، لكن لغما آخر انفجر عندما كان على بعد 5 أمتار وعندها "سقط أرضا وساقه اليمنى تنزف وهي محطمة"، وفقا لقايد. عولج الرجال الثلاثة في مستشفى الثورة.
طريق وادي الضباب، أطراف تعز، 23 سبتمبر/أيلول 2015
يوم 23 سبتمبر/أيلول، قُتل 6 أفراد من أسرة واحدة بينهم طفل، وأصيب 3 آخرون عندما اصطدمت سيارتهم بلغم مضاد للمركبات. قالت أمة الخالق (27 عاما) التي نجت من الحادث، إنهم كانوا في طريقهم من صنعاء إلى تعز لقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم.