في فلك مشحون بالاصطفافات يتحرك الحوثيون لطلب الدعم السياسي والاعتراف الدبلوماسي.
تحرك تصحبه الكثير من التصريحات الإيرانية الزاعقة حول اليمن بالتزامن مع محرقة حلب السورية التي تعدها طهران وموسكو انتصارا لمشروعهم وايذانا بتحويل فائض قوتهم لدعم المليشيات الطائفية في بلدان آخرى في المنطقة.
أخر التصريحات كانت على لسان نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي والذي قال إن مشروع الجمهورية الإيرانية سيمتد إلى البحرين واليمن.
أضاف المسؤول العسكري ان شعب اليمن سيسعد وهذه وعود إلهية، حسب تعبيره. لافتاً الى ان بلاده لا تزال تقدم دعما غير محدود لجماعة الحوثي.
ليست هذه التصريحات الأولى ولن تكون الأخيرة بالنظر للدور الإيراني الواضح في اليمن منذ ما قبل اجتياح الحوثيون للمدن اليمنية والانقلاب على الدولة.. لكنها الفاصلة في رسم ملامح المرحلة المقبلة الا اذا عصفت الرياح بما لا تشتهي طهران ذاتها.
في الفناء الخلفي لهذه الدولة، يدور الحوثيون بحقائبهم المليئة بالدم والمؤامرات وما بين هذا الفناء وموسكو يتجولون لحشد المزيد من الدعم والإسناد.
أخر جولاتهم كانت الى بلاد الكرملين في إطار تحركات غامضة بدأت قبل أسبوعين بزيارة العاصمة الصينية بكين.
وفي موسكو التقى وفد المليشيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
لم يعلن عن الزيارة إلا بعد انتهائها، ولم يكن اللقاء اليتيم بين ممثلي المليشيا وبوغدانوف دون جرعة الثقة المؤقتة والحماية غير المباشرة التي منحتها روسيا لضيوف الكرملين، ضيوف يعتبرهم اليمنيون وتصنفهم القرارات الدولية كمجرمي حرب.
لا تجد موسكو تعارضا على ما يبدو بين دعم الانقلابيين في اليمن والتأكيد على الحل السياسي وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي فتلك منهجيتها في المناورة السياسية والدبلوماسية في المنطقة.
وبينما يرى محللون أن الزيارة هذه لا تشكل إضافة مهمة للمكاسب السياسية للحوثيين ولن تحقق أي اختراقات مهمة تؤثر على مسار الأزمة في اليمن.
يرى آخرون انها مساعٍ لإغراء الروس بدور أكثر فاعلية في اليمن على غرار ايران.
وبين هذه التحركات ومغزاها تحتاج الحكومة لاستثمار الوقت وبسط سيطرتها على الأرض ويحتاج التحالف العربي المساند لحسم الملف اليمني قبل أن تبدأ الخطط الفعلية لإعادة انتشار القوة الفائضة لإيران في اليمن والمنطقة.