تصاعدت الضغوط الغربية الأمريكية والبريطانية تحديدا من أجل وقف العمليات القتالية في اليمن. ويوم أمس خرج، وزيرا خارجية أمريكا وبريطانيا في مؤتمر صحفي مشترك بتأكيد مفاده "حان الوقت لوقف ٍغيرِ مشروط لإطلاق النار في اليمن".
واعتبرا أنه لا حاجة للتأكيد على ضرورة أنهاء العنف في اليمن، وهي دعوة يشاطرهم فيها كل الأطراف الدولية والاقليمية المحبة للسلام، لكن التساؤلات تظل على أي أساس تأتي الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار.
وفيما لا تغفل كل هذه الأطراف التأكيد أيضا على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 والذي يلزم مليشيا الحوثي والمخلوع صالح بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة. الا أن الواقع الحقيقي لا يجري على هذا السياق.
وهناك حالة التفاف واضحة على القرار الدولي عبر مبادرة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري. حيث تنص المبادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، والانسحاب من المدن وتسليم السلاح إلى طرف ثالث.
هكذا يجري الحديث عن هذه المبادرة دون تحديد واضح لترتيب الأولويات ولا تحديد من هو الطرف الثالث الذي يجب على الحوثيين وربما أطراف غيرهم تسليم السلاح له.
وحتى مع هذا التمييع للسلام الحقيقي في اليمن، لم يصدر عن مليشيا الحوثي سواء في السابق أو في حالة الدعوات الجديدة والمتكررة لوقف إطلاق النار، أي التزام ومسؤولية، بل تأكيدات على ان "وقف اطلاق النار مشروط بفك الحصار والحظر الجوي".
وغالبا ماتركز المليشيا على هذه النقاط في أي دعوات جديدة للهدنة، مما عنى للكثير من المراقبين بأن هذه الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار لن تكون سوى طوق نجاة واعادة ترتيب وضع عسكري لمليشياتهم التي تبين المؤشرات تلقيها مؤخرا عدة ضربات وانتكاسات في الكثير من جبهات الحرب.
ومن المثير للتساؤلات ان تأتي التحركات الأمريكية والبريطانية، في الوقت الذي تأكدت فيه واشنطن من تعرض احدى مدمراتها لثلاثة اعتداءات بصواريخ من الأراضي التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وهذا تطور خطير وغير مسبوق لتهديد الملاحة الدولية في أهم الممرات العالمية "مضيق باب المندب"، والذي يفترض ان يرفع منسوب القلق الأمريكي إلى أعلى مستوياته. لكن الرد الأمريكي جاء شديد الغموض والبرود. توعد المسؤولون الأمريكيون بالرد على هذه الاعتداءات.
وجاءت آخر التصريحات من واشنطن لتثير الشكوك عن تعرض المدمرة الأمريكية للاعتداء من الأساس. وبحسب مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أكد إطلاق المدمرة الأمريكية ماسون لمضادات دفاعية بعد رصد صواريخ مصدرُها الأراضي اليمنية.
وأضاف المسؤول أنه لا يزال من غيرِ الواضحِ إن كان هناك بالفعل صواريخُ أطلقت مستهدفةً البارجة البحرية، أو أن هناك خللا ما بأنظمة الرصد الرادارية على متن المدمرة الأمريكية، بحسب تعبير المسؤول