يصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الخميس، إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار جهود أممية تسعى لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقالت مصادر سياسية يمنية للأناضول، إن المبعوث الأممي سيعرض على وفد مليشيا (الحوثي)، وحزب الرئيس المخلوع صالح تصورًا لحل النزاع" اليمني، يشمل الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة.
ووفقا لذات لمصادر، فإن الأمم المتحدة والدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) تضغط من أجل استئناف وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل/نيسان الماضي، وتعرض للانهيار مع رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس الماضي، بعد فشلها في التوصل إلى سلام بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 90 يوما.
ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية لحل النزاع كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أواخر أغسطس/آب، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحابهم من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يتم الافصاح عنه.
وخلافا للجولات الماضية، لن تتجاوز الجولة المرتقبة عدة أيام، حيث لن تشهد مفاوضات بين طرفي الصراع، بل توقيع اتفاق سلام تم الإعداد له بكثافة منذ رفع مشاورات الكويت، والاتفاق على ملامحه النهائية، وفقا للمصادر.
وتشترط الأمم المتحدة أن يسبق ذلك اعلانا رسميا من الجانبين بالتزامهم بالهدنة لمدة72 ساعة، مع أنباء عن"موافقة مبدئية" من الحكومة اليمنية، بعد لقاءات جمعت الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي.
وشهدت الأيام الماضية، حراكا بلوماسيا رفيع المستوى من أجل حل الأزمة اليمنية؛ إذ التقى المبعوث الأممي في نيويورك الرئيس هادي، ووزير خارجيته، عبد الملك المخلافي، وناقش معهما مقترح لحل الأزمة يتضمن هدنة لمدة 72 ساعة، فيما قام اللواء محمد سليمان فرغ، المستشار العسكري لولد الشيخ، بزيارة للعاصمة الرياض من أجل الاتفاق على الهدنة.
وقالت مصادر أممية للأناضول، إن إحدى المستشارات السياسيات لولد الشيخ نفذت زيارة غير معلن عنها إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، والتقت قيادات من الحوثيين وحزب صالح.
وأشارت المصادر إلى أن مستشارة ولد الشيخ وصلت إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية، مع استمرار حظر الرحلات التجارية للمسافرين من قبل التحالف العربي منذ التاسع من أغسطس/آب الماضي.
ورجحت مصادر أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء خلال الأيام القادمة، والسماح لوفد الحوثيين وصالح بالعودة للتشاور مع قياداتهم حول الصيغة النهائية للحل.
ومع السماح لوفد الحوثيين بالعودة والتحركات السياسية، يتوقع مراقبون أن الحل السياسي للأزمة اليمنية قد نضج أكثر من أي وقت مضى.
وألمح رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، أمس الأول الثلاثاء، في مقابلة مع تلفزيون الإماراتي لذلك، وقال: "مبدئيا لابد من اتفاق سلام كل الحروب تنتهي بسلام وهو غاية الناس".
واشترط بن دغر أن تنسحب القوات التي ساندت الحوثيين من صنعاء وتحل محلها قوات يمنية قادرة على حماية أمن صنعاء وتعز والحديدة في المرحلة الأولى من الاتفاق، حسب تعبيره، وهو ما سيطرحه ولد الشيخ على وفد الحوثي وصالح، اليوم الخميس.