لقد استرحت من عناء الحراثة في الحقل بين حر الشمس لكنني خشيت في بداية الأمر أن يذبحوني في العيد فلم يبق له سوى أيام لكني بعد ان هدأت قليلا استبعدت هذا الأمر فلم يعد أحد في اليمن يضحي بثور سقى الله أيام زمان يوم كان بعض الناس يضحون بثور فهذه الأيام صارت الدجاج هي اضاحي أغلبية اليمنيين.
بل لقد صارت الدجاج لمن استطاع إليها سبيلا والبعض سيضحي يوم العيد بعلبة تونة ما اخافني حقيقة هو أن يرتكب أحد أفراد البيت أو حتى أقاربهم حماقة وأجد نفسي اساق مع ثور آخر كهجر وعقيرة لأهالي القتيل وخلال ساعات يتم ذبحنا ودفن القضية.
لقد صرنا ندفع ثمن حماقات البعض من اليمنيين الذين يصفون حساباتهم ويقتلون بعضهم وندفع نحن الثمن بل ونستخدم كأداة لوأد اي قضية وتمييعها.
في كل مصيبة يرتكبها البعض نساق نحن إلى الموت كهجر وعقيرة وفوق هذا يقومون باطلاق الرصاص وترويعنا يعني موت وقوارح وذبح وترويع.
أتذكر أن صديقي غبير جاري الثور ذهب ضحية حماقة جارنا الذي بعد ان تشاجر مع زوجته ذات صباح لأنها نسيت الملح صفعها أمام الأولاد فتركت له المنزل باكية وظل غبير لمدة يومين بلا طريح ولا ماء حتى قفز من فوق الحوش إلى الجربة المجاورة وأكل حتى شبع قبل ان يساق بضرب عنيف مرة أخرى الى الحوش وفي اليوم الثالث ساق جارناغبير إلى منزل عمه ثم اطلق الرصاص وصلة وهجر واعتذار عما فعله بحق زوجته وتجمع الناس وذبحوا غبير واكلوه وفرقوا لحمه وفي المساء عاد جارنا وزوجته إلى المنزل وام يعد غبير الذي دفع ثمن حماقة جارنا وقلة عقله .!
في الحلقة القادمة سأحدثكم عن تلك الأيام قبل ان اتحول إلى ثور مخصي مهمته الحراثة أو دفع ثمن حماقات بعض البشر هنا ، أما تلك الأيام أيام الزمن الجميل ، لقد كنت فحلا تضرب البقر به المثل ثم ولت تلك الأيام كحلم جميل وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
اااااح رعى الله تلك الأيام.