فبينما كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، يصف من تعز الأوضاع هناك بالسيئة والكارثية، كان رئيس الوزراء يلتقي في عدن مديري منظمات الصحة العالمية واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي.
هذا التحرك الأممي عالي المستوى جاء متأخراً كثيراً، لكنه اليوم يحمل رسائل عديدة كما يرى المراقبون. فهؤلاء المسئولون الأمميون حرصوا على تأكيد
شراكتهم مع الحكومة الشرعية، وهي الإضافة الأهم إلى الأجندة الإنسانية والإغاثية التي تهيمن على زيارتهم هذه إلى البلاد وتتصدرها مهمة مكافحة الكوليرا.
كانت عدن هي محطتهم الرئيسية في الزيارة، وهو سلوك لم تعهده العلاقات الفاترة بين الحكومة وهذه المنظمات، التي دأبت في الماضي على التصرف بأريحية مع الانقلابيين.
لم يطرأ شيء على أجندة الأمم المتحدة الإغاثة والإنسانية، فالتحديات هي التحديات والعراقيل هي نفسها في بيئة محفوفة بالحرب.
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان الأكثر وضوحاً في تشخيص التحديات في واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الحرب التي يشنها الانقلابيون.
فقد شخص الوضع في تعز متحدثاً بشكل واضح عن أن الكارثة التي تعيشها المدينة جراء الحرب والقصف الذي يطال المدينة.
رئيس الوزراء أعاد طرح المطلب الملح ذاته لحكومته وهو ضرورة نقل الوكالات الدولية مقراتها إلى عدن لكي تعمل بكل حرية وسهولة لنقل المساعدات الاغاثية والإنسانية إلى عموم المحافظات دون استثناء.
المسئولون الأمميون من جهتهم كانوا حريصين على تأكيد الشراكة مع الحكومة والالتزام في الوقت نفسه، بقرار مجلس الأمن ألفين ومائتين وستة عشر كما عبر عن ذلك مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدرس غيبريسوس.
والسؤال هنا: هل تدشن زيارةٌ كهذه مرحلة جديدة من العلاقات مع الوكالات الدولية وشراكة يحتاجها اليمن لمواجهة تداعيات الحرب وطي ملف هذه الحرب بناء على المرجعيات الأساسية للحل.