لقد دخل سوار الذهب التاريخ العربي من أنصع أبوابه، وشكل هذه الحالة الاستثنائية العربية النادرة في الأوساط السياسية العربية ندرة الغول والعنقاء والكبريت الأحمر.
ترك سوار الذهب كرسي الرئاسة وعاد مواطناً عادياً يستثمر علاقاته العامة في جهود خيرية وإنسانية يبذلها في إطار منظمة الدعوة الإسلامية.
أن يترك زعيم عربي الحكم والأضواء ويعود ليحيي البسمة في شفاه الأيتام وليضمد جراح المرضى ويواسي المنكوبين ويطعم الفقراء أمر لو تعلمون عظيم!
الآن من وعدوا بالسعي على نهج المشير سوار الذهب بالسودان يبدو أنهم يسيرون على نهج عبد الفتاح السيسي بمصر بعد زيارات قيادات المجلس العسكري للسعودية ومصر حيث تغيرت رؤيتهم للمتعصمين السلميين في الخرطوم.
ففي البداية قالت قيادات المجلس العسكري أنهم اطاحوا بالبشير بعد علمهم انه ينوي استخدام العنف ضد المعتصمين الآن صاروا ينظرون للمعتصمين بصفتهم عامل تهديد للثورة وللبلد وتكدير للأمن العام ويرددون في تصريحانهم بأن ساحة الإعتصام باتت تشكل خطرا على الأمن العام ولذا تحركوا لفضها بقوة السلاح.
تحركات مفاجئة
تحركوا بشكل مفاجئ ويبدو أنهم لا يبالون بالعواقب وأنهم يسيرون على خطى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولو أدى اقتحام ساحة الإعتصام بقوة السلاح لسقوط شهداء وجرحى ودخول البلد في حالة من الفوضى والاضطراب والمستقبل المجهول.
تدخلات السعودية والإمارات ومصر في اليمن وليبيا ومؤخرا في السودان وغيرها تشكل عامل تأزيم وخلق للفوضى والاشكالات وضرب لتطلعات الشباب وطموحات الجماهير ولذا ما تدخلت هذه الدول في بلد عربي بثورة مضادة الا دفعته إلى مربعات الفوضى والعنف والاقتتال والمستقبل المجهول.
نقول للسعودية والإمارات ومصر وغيرهم : اتركوا أبناء السودان وارحموهم من تدخلاتكم وكوارثكم وسيجدون ألف طريق للوصول إلى حلول واتفاقات تنتهي بسلام وواقع جديد وتغيير إلى الأفضل.
وإلى قيادة المجلس العسكري السوداني : أنتم بنهجكم العنف ضد المعتصمين السلميين تنكثون بوعودكم وتسيئون إلى المشير سوار الذهب رحمه الله ولا تسيرون على نهجه العقلاني الخيري بل تقتلون أبناء سوار الذهب العزل وتعيدون بلدكم المثخن بالتحديات والجراحات عقودا إلى الوراء.