لكن خلال هذا الأسبوع، أعادت تصريحات المسؤولين الأمريكيين المفاوضات المرتقبة إلى الواجهة. وكانت العاصمة السعودية الرياض محطة للقاءات المسؤولين الأمريكيين مع الرئيس هادي و المسؤولين السعوديين.
أهم ما في التصريحات الأمريكية، توجيه انتقادات حادة إلى طهران والتأكيد على أن النقاشات تركزت حول كيفية وقف دورها التخريبي في المنطقة من خلال أدواتها بما في ذلك جماعة الحوثيين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن إيران تلعب دورا يزعزع الاستقرار في المنطقة وأنه يتعين التصدي لنفوذها من أجل التوصل إلى حل للصراع في اليمن من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
وأضاف ماتيس للصحفيين في الرياض بعد اجتماع مع كبار المسؤولين السعوديين، "علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيا أخرى في صورة حزب الله اللبناني".
وأثناء طريقه إلى الرياض، أدلى بتصريحات مماثلة، معتبراً أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على أراضي المملكة إيرانية الصنع ويجب أن تتوقف.
وقال إنه "يجب إيجاد حل سياسي من خلال مفاوضات تتوسط فيها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن".
وأعاد السفير الأمريكي ماثيو تولر ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية تيموثي كينغ، خلال لقائهما في الرياض مع هادي، نفس تأكيدات وزير الدفاع، ما دفع المراقبين إلى القول بأن الولايات المتحدة الأميركية عازمة على إيجاد حل حاسم في اليمن.
وهذه التصريحات واللقاءات التي غاب عنها المبعوث الأممي ولد الشيخ، نالت ترحيب الحكومة الشرعية ومليشيا الانقلاب، على حد سواء. فيما قال مستشار الرئيس عبد العزيز المفلحي إن التصريحات الأميركية إيجابية وتصب في نفس الاتجاه الذي تسعى إليه الحكومة.
وأشار المفلحي إلى أن أي خطوات قادمة للسلام يجب أن يكون فيها تدخل أممي لإلزام الانقلابيين بالسلام وفق القرار 2216م.
رحب أيضا مصدر مسؤول في ما يسمي المجلس السياسي للمليشيا "بأي موقف دولي يدعم الحل التفاوضي والسياسي بما في ذلك خارطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكية السابق كأرضية للتفاوض".
والخارطة المقصودة هي تلك التي قدمها الوزير جون كيري كمكافأة للانقلابيين وكان المبعوث الأممي يجري تحركات بشأنها لجعلها أمراً واقعاً ورفضتها الحكومة الشرعية.
الشيء الثابت أن معاناة اليمنيين تزداد سوءاً في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا أو الحكومة الشرعية، ولا أفق محددة للحرب أو الحسم بسبب تدخلات الخارج والأجندة الاقليمية المتناقضة.
وبقدر ما تثير المواقف الأمريكية الأخيرة، بادرة جيدة لإلزام الانقلابيين بالرضوخ للسلام المبني على المرجعيات المحلية والقرارات الدولية بدون مرواغة أو تسويف. هناك مخاوف من أن تكون هذه المواقف مخادعة اقتضتها المجاملات الدبلوماسية كعادة المسؤولين الأمريكيين أثناء زياراتهم للمنطقة وبالذات المملكة العربية السعودية.