يقول سليم على أحمد في حديث لموقع "بلقيس"، أن شبكة الضغط العالي التي كانت في العاصمة صنعاء تُعد الأفضل حالاً من بقية المحافظات اليمنية، وصل بها الأمر منذ أعوام عدة إلى أن ترهلت وصارت قريبة من الأرض.
يضيف سليم: "تعرضت شبكة الضغط العالي للكهرباء بصنعاء خلال العامين الأخيرين للتدمير شبه الكلي ولن يكون بالمقدور الاستفادة منها مستقبلاً".
ويذكر عاقل حارة اشترط عدم ذكر اسمه، بأن عناصر مسلحة تتبع مليشيا الحوثي بصنعاء، كانت تنزل وتقوم بنزع كابلات "النحاس_ الأرت" الخاص بمنع حدوث الصواعق، بدوعى حفظها من السرقة.
وأشار إلى أنه حاول منع المسلحين من نزع الكابلات وتعرض للتهديد فلزم الصمت.
وأكد أنه رصد حالات بيع لهذه الكابلات على أصحاب خردوات و بمبالغ باهظة ولم يستطع فعل شيء لأن صنعاء محكومة بمثل هؤلاء الذين وصفهم باللصوص.
سطو منظم
وحسب فني كهرباء تعرضت الكابلات الكهربائية والعوازل والمحولات الكهربائية الخاصة بزيادة وخفض الجهد بصنعاء إلى سطو منظم، حيث لم يعد يوجد كابلات العزل وكذلك محتويات محولات خفض الجهد.
ويضيف فني الكهرباء عماد عبدالله ناجي لموقع "بلقيس"، بأن مسلحين يتعبون مليشيا الحوثي تنابوا على نهب وسرقة غالبية منظومة الكهرباء بصنعاء وباعوها خردوات.
وما يخص شبكة الضغط العالي يوضح أمين البريهي وهو موظف سابق بقطاع الكهرباء بصنعاء، بأن الحوثيين أجروا جزء مما تبقى من شبكة متهالكة لتجار الكهرباء الجدد والجزء الأكبر استخدمه مستثمري الكهرباء الحوثيين.
وذكر آخرين لموقع "بلقيس" بأن ما جانب مما صادره الحوثيين من مكونات منظومة الطاقة بصنعاء، تم استخدامه في بناء محطات كهربائية خاصة بمستثمرين حوثيين، وهي التي حلت بديلاً عن المحطات الحكومية.
وأكد محمد عبدالله الجرادي أنه اضطر إلى دفع مبلغ 50 ألف ريال لإدخال عداد جديد ومبلغ 50 ألف ريال كتأمين للحصول على كهرباء تجاري ثمن الكيلو 250 ريال فيما عداد الكهرباء السابق تم مصادرته.
محطات حوثية
وتشهد العاصمة صنعاء ازدهاراً كبيراً في استثمارات الطاقة بعد تدمير بنية قطاع الكهرباء وتحويله إلى قطاع حوثي خالص ينشط فيه حوالي 20_ مولد محطة مصغرة.
ورغم أن هذا النشاط الحوثي المحموم في قطاع الكهرباء يتوسع أكثر إلا أنه غير كافٍ لتغطية العاصمة صنعاء، ناهيك على حدوث مشاكل وعراك بين محصلين ومشتركين جراء عجزهم عن دفع المستحقات المتوجبة عليهم.
ويفيد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الزوبه، بأن الحوثيين دمروا بما يوازي 17 مليار ربال كانت بنية تحتية في قطاع الكهرباء، ناهيك على تدمير 5 محطات مركزية كانت تغذي العاصمة صنعاء بالتيار الكهربائي يُقدر كلفة هذه المحطات بأكثر من 17 مليون دولار.
ويضيف في تصريح لموقع "بلقيس" لم يكن تدمير الحوثيين لمنظومة الطاقة بالعاصمة صنعاء ناتج عن عجزهم حمايتها، بل كان تدمير متعمد حيث توجهت قيادات حوثية للاستثمار في هذا القطاع بدأً بمولدات كهربائية متعددة الأحجام وبأسعار باهضة وجودة رديئة وبحلول أزمة المشتقات النفطية غدت لا جدوى منها ثم تحولوا لتجارة منظومات طاقة شمسية رديئة أنهكت المواطن وميزانية الأسر.
ولفت إلى أنه بعد عطب الجزء الأكبر من تلك المنظومات تم التحول إلى توليد الطاقة عبر محطات خاصة بمستثمرين حوثيين تُقدر عائداتها الربحية الشهرية بالعاصمة صنعاء لوحدها ما يفوق المليارين ريال..
وختم تصريحه بأن المستثمرين الحوثيين حققوا ما يقارب 100 مليار ريال من استثماراتهم في الطاقة والتي يديرها سماسرة خاصين بهم.