يستعرض الانقلابيون شعبيتهم المناطقية في هذه الساحة الضيقة من مدينة عدن، فيما تتبدد المهلة التي أعلنتها السعودية بشأن عودة الأمور إلى ماكانت عليه لترسخ الواقع الجديد على أنقاض شرعية ابتليت برئيسها الشريك في معظم المخطط الذي جلب لليمن كل هذه الويلات.
عدن تشهد اليوم خاتمة مطاف المؤامرة التي حاكتها الرياض وأبوظبي على مدى السنوات الخمس الماضية، وبدأت بإسقاط صنعاء بيد الحوثيين الموالين لإيران، وانتهاء بهذا الانقلاب الذي أسقط عدن بيد التركة السياسية لطهران ممثلة في المجلس الانتقالي، وأزاح الشرعية من عاصمتها المؤقتة إلى مصير أكثر غموضاً وبؤساً.
في اليوم السابع على سقوط عدن بيد الانقلابيين الجدد، يتعرى الموقف السعودي الذي راوغ طيلة هذه الفترة ليثبت أنه ليس طرفاً في الانقلاب بل على الضد منه، فالمهلة التي أعلنتها السعودية باسم التحالف تتبدد في ظل إهمال متعمد ومقصود.
تعج العاصمة السياسية المؤقتة للبلاد، أو التي كانت، بالفوضى والخراب وبالتصفيات السياسية والأمنية، فيما يمضي هذا التحالف في الإيعاز لأدواته بالاستثمار السياسي للانقلاب، على الخطى ذاتها التي سار عليها الانقلابيون في شمال البلاد.
في مسلسل المؤامرة على اليمن أدى الإماراتيون دورهم المعادي دون اكتراث، لكن السعودية مارست كل أشكال الخداع لإنجاح المؤامرة التي انتهت بسيطرة الانتقالي على عدن.
يأتي ذلك فيما لايزال مصير الوزيرين البارزين في حكومة الرئيس هادي أحمد الميسري وصالح الجبواني غامضاً حتى اللحظة، بعد أن رحلا كأسرى حرب رفقة عدد من القادة المخلصين للدولة اليمنية، إلى أماكن غير معلومة في المملكة، في مشهد مذل يفضح ادعاءات هذا التحالف بأنه جاء أصلاً لدعم الشرعية وإنقاذ اليمنيين.
خلف هؤلاء القادة وراءهم تسجيلاً يتيما لكنه كان مؤثراً لجهة إشارته الصريحة لدور المملكة في المؤامرة إلى جانب الامارات والأهم أنه أبقى عيون اليمنيين يقظة بما يكفي للتحسب للخطوة التالية في مخطط التحالف الذي بدأ أخوياً وانتهى عدائياً وتوسيعاً وخائناً للعهد.