وباتت المدرسة العريقة تواجه مخاطر الانهيار أكثر من أي وقت مضى بعد أن تقادم مبناها وتأكل بمرور الوقت حيث تساقطت العديد من نوافذها كما ظهرت التشققات والتصدعات في سقف المدرسة بعد أن أخلفت الجهات المعنية وعودها في السنوات الماضية بترميم المبنى وهو مالم يتم الأمر الذي ضاعف من تأكل مبناها القديم.
معلم يواجه خطر الاندثار
دشن التعليم في مدرسة التربة للتعليم الأساسي بالصبيحة في مطلع الخمسينات من القرن الماضي من خلال الكتاتيب أو ما تسمى شعبيا في المنطقة( المعلامات) ثم تحولت الكتاتيب في العام1956 إلى مدرسة نظامية وهو التاريخ الفعلي لميلاد التعليم النظامي في المنطقة حيث بني في هذا العام أربع فصول دراسية ثم تتابع إكمال بقية فصول المدرسة وملحقاتها ليرتاد المدرسة بعدها الالاف من أبناء الصبيحة للتعليم في المدرسة التي مثلت باكورة التعليم في الصبيحة.
وتحوي المدرسة ست فصول دراسية وسابع فصل تم تخصيصه كمقرلإدارة المدرسة وهو غرفة ضيقه يوجد بداخلها الكتاب المدرسي فيما يدرس الفصول الابتدائية في مباني دراسية تتكون من حبات ( البلوك)مغطاة بسعف النخل تم بناؤها بداخل فناء المدرسة وعلى الرغم من المكانة التاريخية والرمزية للمدرسة التي كانت تمثل ملتقى لمختلف مناطق الصبيحة .
وتعرضت المدرسة لإهمال كبير خلال العقدين الماضيين لتزيد الطين بله وتسوء حالة المدرسة مع مرور السنوات حيث لم تفي جميع الوعود التي تحصلت عليها الإدارات المتعاقبة في المدرسة في الوفاء بوعدها بترميم وتأهيل المدرسة التي بدأت التشققات تظهر بها منذ عقد ونصف لكنها تردت وضعيتها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي اثار المخاوف لدى الأهالي من مخاطر تهدد الطلاب والعملية التعليمية في المنطقة في ظل قدم وتهالك المبنى.
وعود لم تصدق
ووفقا لمدير مدرسة التربة للتعليم الأساسي "عقيل علي عبد الرحيم" فإن إدارة المدرسة قدمت طلبات عديدة لجهات حكومية منها مكتب التربية بالمضاربة ومكتب التربية بالمحافظة ناهيك عن الوزارة نفسها و جميع الوعود ذهبت ادراج الرياح مضيفا أن المبنى أيل للسقوط ولم تتفاعل أي جهة تم التقدم إليها سواء كانت حكومية أو منظمات وأضاف تحصلنا على اتصال ورسائل من إدارة تربية المديرية بنزول مشروع مبنى متكامل من الهلال الأحمر لكن للأسف تم تحويل المبنى إلى مكان اخر وحرمنا منه كما أشعرنا نهاية الفصل الدراسي الأول بتفريغ مستودع وسكن للمقاول على أساس أنه تم تعويض المدرسة بترميم كأقل واجب يعملوه عندما أخذوا المبنى بيد أن الترميم ذهب كالوعود السابقة.
وأشار مدير المدرسة أن المبنى عمره الافتراضي ولى كون المبنى تم افتتاحه قبل ستة عقود تقريبا لذا المدرسة بحاجة إلى احلال وبناء فصول دراسية تتسع لتواكب النمو السكاني المتصاعد حيث أن الفصل الدراسي حاليا طوله4 متر في4 متر ويتسع في أحسن الأحوال إلى12 كرسي بما يعادل24 طالب وتابع حديثه لدينا فصول عدد طلابها 52 و40 طالب وإذا قل عددها 32 طالب وكل أربع طلاب على كرسي واحد وهذا لا يخدم العملية التعليمية وله اثر سلبي على الطلاب وتحصيلهم.
وعدد مدير المدرسة معاناة الإدارة المدرسية في سياق حديثه لبلقيس ومنها :عدم وجود مكتب خاص بالمعلمين في المدرسة بالإضافة إلى عدم وجود مكتبة خاصة لحفظ الكتب وانعدام وجود سور لحمايتها من أي اعتداء عدم وجود مختبرات وخزانات لحفظ المياه لكن أكثر ما تعانيه المدرسة هو تلف الكتاب المدرسي بسبب مياه الأمطار المتسربة من السقف والنوافذ المفتوحة التي تأكلت لقدمها.
انتظار الترميم
من جانبه أكد مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج الدكتور محمد الزعوري اعتماد مدرسة التربة ضمن مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي وأشار في حديث لموقع بلقيس ننتظر فقط من محافظ المحافظة توقيع الاتفاقية مع الهلال الأحمر لبدء الترميمات لجميع المشاريع المعتمدة منوها أن التوقيع سيتم خلال شهر رمضان لافتا أن كل المشاريع المعتمدة ومن ضمنها مدرسة التربة كانت ومازالت متوقفة ريثما يوقع الطرفان العقد لبدء التنفيذ.
مع تأكيد قيادة مكتب التربية بمحافظة لحج اعتماد ترميم المدرسة ضن المشاريع القادمة يظل توجس القائمين علي المدرسة قائما من عدم جدوى هذه الوعود إذ لم يتم إنقاذ المدرسة سريعا التي تتقادم يوما بعد اخر لاسيما وأن المدرسة قد تلقت العديد من الوعود بتأهيلها خلال العقد الأخير ولكنها وعود للاستهلاك الاعلامي بحسب القائمين على المدرسة .. فهل ستصدق هذه المرة؟ أم ستكون كسابقاتها وتدخل المدرسة في خبر كان