"أوس صلاح القاعدي" طفل بعمر معتقل والده، قُبيل عيد الفطر ظل ملازم للنافذة أكثر من أي وقت مضى في انتظار عودة والده حتى غلبه النوم.
أسئلة مفتوحة
يقول عبدالباسط القاعدي، وهو شقيق صلاح وعم أوس في حديث خاص لـ "بلقيس" اختطف صلاح وعمر أوس 9 أشهر ولذا فعمر أوس بعمر سجن أبيه، يكبر أوس ويكبر معه السؤوال ليش بابا في الحبس؟!
حيرة الإجابة وبطش من سقطوا على صنعاء متوحشين، ويضيف عبدالباسط:"يكثر أوس من الجلوس في النافذة منتظراً عودة أبيه التي طالت".
يوم الجمعة والأعياد يلبس أوس ثيابه الجديدة ويتعلق بالنافذة ليشاهد الأطفال بصحبة آبائهم ويسأل أمه بمرارة ليش بابا ما يجي يأخذني معه المسجد؟
غصة تتسع أكثر ووجع يتنامى أكثر فأكثر فمن يملك لغة توضح لأوس الظلم الذي حل بوالده وزملاءه وألاف المعتقلين.
يذكر عبدالباسط بوجع لا نهاية له وهو الذي ودع صلاح متمنياً له السلامة، ويقول "اثناء الزيارات كان أوس يتشبث بالشبك رافضاً مغادرة السجن وصوته يعلو بالبكاء أريد بابا.. أخرجوا بابا من السجن" ومثل هذه المواقف لا تحتاج إلى شرح فالحالة تكشف عن عمق المأساة.
يذكر أن الصحفي صلاح القاعدي وزملاءه المعتقلين تم اخفاءهم مطلع الاعتقال وكان يجري نقله من سجن إلى آخر سراً، وبعد متابعة شاقة وجدته الأسرة وتعرض وما زال مع زملاءه للتعذيب ومنع الزيارات عنهم في أوقات متعددة.
يتوقف عبدالباسط عن الحديث ثم يقول أوس يرى الأطفال يلعبون بألعابهم فيتذكر أبوه الذي سيخرج من السجن ويشتري له ألعاب كثيرة.
وبغصة يواصل حديثه حين يمرض أوس يهذي بإسم أبوه، ينام أحيانا ودمعته على خده لأنه يريد أبوه، فتحاول أمه اختراع الأعذار وسيل من الأعذار التي لا تنتهي، وتزداد المعاناة وسؤوال وحيرة وبكاء أوس، كونه الطفل البكر للصحفي المعتقل صلاح.
يختم عبدالباسط حديثه قائلاً: أوس يحتاج أبوه أكثر من أي طفل كونه بلا أخ أو أخت يملأ الفراغ الذي تركه والده، وحينما يزور والده يسأله ببراءة الأطفال: متى تخرج يا بابا؟ فيتقطع قلب صلاح حزناً وكمداً.
3 بنات يبكين والدهن
وعلى ذات جغرافيا الوجع، استقبلن بنات المعتقل عبدالكريم الإرياني الملقب بـ "المنزلي" في سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء منذ حوالي 4 أشهر، عيد الفطر بمأساة مضاعفة، وذكر زملاء وأقارب له بأن حالته الصحية سيئة جدا.
وحد تأكيدهم لـ"بلقيس" فإن المعتقل المنزلي يعاني من مشاكل في الكبد والسكر، وبقائه في المعتقل بدون وجه حق يزداد وضعه سؤء وتجعل من الأدوية التي يتعاطاها لا جدوى منها.
إضافة إلى أن وضع أسرته مزري وموسف إزاء غيابه عنها فهم يبكونه بشكل مستمر، وعلاوة على أن المعتقل المنزلي لا يملك إلا ثلاث بنات فقط ووجوده يجعلهم يعشون حالة من القلق والخوف كونه رب هذه الأسرة ورجلها الوحيد.
حالتا أوس وبنات المنزلي تجسدان واقع آلاف الأسر اليمنية جراء اعتقال الأب وقضاء عيد بطعم الفقد كما يقولون، وكما يتدفق نزيف هذه الأسر في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، أيضا يتدفق نزيف مماثل في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الشرعية وفي العاصمة المؤقتة عدن أكثر حيث كُشف على سجون سرية تمارس تعذيب وحشي بحق المعتقلين وفقاً لشهادات تم رصدها وكذلك تأكيدات لرابطة أمهات المختطفين اليمنيين.