عانى اليمنيون صنوف شتى من القهر والجوع والمرض. وعادت هذه الأمراض من جديد بعودة النسخة الجديدة للحكم البائد.
خلال السنوات الأربع من عمر الإنقلاب، كشفت المنظمات الإغاثية والوكالات العالمية صورا مروعة للجوع والمرض في المناطق الأشد فقرا.
خلال السنوات الأربع من عمر الإنقلاب، كشفت المنظمات الإغاثية والوكالات العالمية صورا مروعة للجوع والمرض في المناطق الأشد فقرا.
على سبيل المثال، في مديرية أسلم بمحافظة حجة، زارت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية المنطقة، وجدت ان هناك عشرات الأطفال يعانون من هزال ونحافة شديدة، وعيونهم منتفخة.
هكذا وصفت الوكالة الحالة الكارثية في المنطقة. موضحة ان الممرضات كانت تزن كل واحد منهم، وتقيس اتساع سواعدهم التي لا تبلغ بضعة سنتيمترات على الأغلب، وهو ما يمثل أسوأ مراحل سوء التغذية.
أما الوجبة الرئيسية لهؤلاء الأطفال فهي "أوراق العنب المحلية المسلوقة في عجينة خضراء حامضة"، لدرجة جعلت عظامهم وأقفاصهم الصدرية ظاهرة.
المؤسف، النبأ التالي:
أفادت مصادر محلية بأن الطفلة التي ظهرت قبل أيام في تقرير الوكالة الأمريكية وهي تأكل أوراق الشجر مع أسرتها في مديرية أسلم بمحافظة حجة توفيت متأثرة بالجوع (والتي نرفق الفيديو الخاص بها أسفل التقرير)
وبحسب وكالة أسوشيتدبرس فقد توفي أيضا في محافظة حجة مالا يقل عن 20 طفلا بسبب المجاعة.
سبق ان نشرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية صورا أخرى مثيرة للفزع لحالات جوع شديدة في مديريات محافظة الحديدة.
هناك حالات أخرى رصدتها المصادر المحلية في محافظة شبوة وعديد مناطق لم تصل إليها المنظمات الاغاثية والانسانية.
ليست هذه الصورة التي انتظرها اليمنيون في القرن الواحد والعشرين، ولم تكن في أسوأ خيالاتهم جموحا، لكنها النسخة الإمامية الجديدة ومخرجات اليوم الأسود 21 سبتمبر.
ومن المفارقات ان يأتي هذا اليوم قبل خمسة أيام من ذكرى الثورة الأعظم في تاريخ اليمن 26 سبتمبر.
لكنه يأتي بمرارة العلقم ليذكر اليمنيين بعصور الظلام وبراثن الفقر المدقع والأمراض والأوبئة التي كابدها الأباء والاجداد.
عادت الأوبئة لتحصد حياة الآلاف عبر موجات من المرض. قبل أيام، حذرت الأمم المتحدة من خطر انتشار موجة ثالثة من وباء الكوليرا في اليمن.
وأعلنت المنظمة الدولية أن لديها تقارير تفيد بزيادة الحالات التي يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا بما يثير القلق البالغ بشأن احتمال تفشي موجة ثالثة للوباء.
وذكر بيان الأمم المتحدة أنه منذ أبريل 2017 أبلغ عن أكثر من 1.1 مليون حالة إصابة مشتبه فيها بالكوليرا، وأكثر من 2300 وفاة مرتبطة بالمرض.
إلى جانب الكوليرا، تفشت عدة أوبئة منها حمى الضنك والدفتيريا، وسجلت أرقاما قياسية، عجزت معها الوسائل الشحيحة للمكافحة نتيجة الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن المعاناة الإنسانية والاحتياجات الصحية في اليمن وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وأصيبت المرافق الصحية الأساسية بالشلل.
مشيرة إلى ان الأمهات المصابات بسوء التغذية يعجزن عن إرضاع أطفالهن بسبب الفقر والجوع.
أما سياسة التجهيل. فماكينة مليشيا الحوثي لم تتوقف عن العمل منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
أجهزت المليشيا في البداية على كافة منابر الإعلام والتوعية، وشيئا فشيئا أغرقت السوق الخاضع لسيطرتها بالهلوسات والخرافات.
كما أدخلت تعديلات مدمرة على مناهج التعليم، ويجري تنشئة جيل جديد على ملازم الزعيم السابق للمليشيا حسين بدر الدين الحوثي، ويتم الزج بالأطفال إلى جبهات القتال.
تنتشر في شوارع صنعاء بشكل معتاد خرق بشعارات خرافية عن الولاية وحب آل البيت.
يفيد بعض سكان العاصمة الخاضعين بدافع الخوف من قمع الحوثيين، بأنهم يشعرون وكأنهم مقيمون في ولاية شيعية وليس في عاصمة اليمن الموحد صنعاء.