واجهت الثورة تحديات كثيرة، لكنها في آخر المطاف خلقت أول نظام جمهوري في منطقة شبه الجزيرة العربية، ونجحت في إنتاج تأثير داخلي في اليمن وخارجي على دول المحيط الإقليمي.
بين واقع من الظلم والاستبداد وسنوات من حياة البؤس والشقاء قامت ثورة الـ 26 من سبتمبر, ثورة اعادت تشكيل التاريخ اليمني ومثلت بوابة الخروج من حياة القهر الى العصر الحديث.
ستة وخمسون عام مرت ولا تزال الثورة تكافح من اجل الحرية والكرامة ومازال اليمنيون يحلمون بدولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية وتذويب الفوارق بين الطبقات.
لم تكن الثورة حينها معزولة في حيزها الزماني والمكاني بل كانت نتيجة لأشكال عديدة من الدعم العربي للدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري وكانت مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مقدمة هذا الفعل.
سبق ثورة سبتمبر تراكمات نضالية عديدة لم تجعلها تتوقف عند حدود الإصلاحات السياسية كما كان يطالب البعض , بل انتجت أول جمهورية في شبه الجزيرة العربية واعادت تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة برمتها.
لاقت الثورة تحديات كثيرة بحسب المؤرخين خاصة بعد وقوف بعض دول الإقليم في صف النظام الملكي وهو امر جعل الثورة تنطلق ومعها ارث ثقيل من الاستبداد الداخلي والخارجي ، في حين كان الضباط الأحرار والجنود والطلاب ومعظم فئات المجتمع يطمحون الى التغيير والديمقراطية بعد هزيمة الثورة الدستورية في العام 1948, انقسمت القوى الإقليمية بين مساندة لقيام الثورة في اليمن ومناوئة لها.
ووجدت الثورة نفسها في مواجهة قوى المحيط الإقليمي, وهو صراع استمر لسنوات بين الرياض والقاهرة ، بعد ان كانت الرياض ترفض أي تغيير سياسي على حدودها الجنوبية خوفا من وصول رياح التغيير اليها وضع الضباط الاحرار حينها اخر خططهم العسكرية لقيام الثورة واعلنوا سقوط عهد الامامة
ووقفت الأنظمة القومية العربية وحركات التحرر والمعسكر الإشتراكي ايضا الى جانب الثورة, لكن المملكة السعودية آنذاك جعلت من أرضها ملاذاً للإمام البدر وممولا رئيسيا لعودة حصار صنعاء او ما عرف بحصار السبعين يوم الذي انتهى بفشل عهد الامامة المواقف الدولية الداعمة للثورة لم تقتصر عند حدود الإقليم والدول العربية المجاورة بل ان الاتحاد السوفيتي آنذاك اعترف بالجمهورية اليمنية بعد ايام من الإعلان عن الثورة والإطاحة بالمملكة المتوكلية.
صراع إقليمي وعربي عاشت احداثه ثورة سبتمبر الام التي اعادت بعث الروح للجسد اليمني والغت عهود كثيرة من الظلام والاستبداد ونقلت اليمنيين من واقعهم المتردي الى بوابة الحياة من جديد.